المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد هذه الأخوة


نزف القلم
09-02-2021, 10:06 PM
يقول الله -تعالى- عن هذه الألفة : ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [آل عمران: 103]، فعدَّ الله -تعالى- تآلف القلوب من أعظم النعم التي أنعم بها علينا .
يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث : عن عائشة -رضي الله عنها- قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف»(البخاري ومسلم) .
ويقول صلى الله عليه وسلم : «المؤمن إلف مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف»(أحمد وحسَّنه الأرناؤوط ) .
بهذا الإخاء تعاون المؤمنون على البر والتقوى، ليكونوا من أهل البر والتقوى، ولينتشر البر وتنتشر التقوى، يقول -تعالى- : ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2] .
بهذا الإخاء تعاون المؤمنون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كي يكونوا من أهل الأمر بالمعروف وأهل النهي عن المنكر، وأهل المعروف في الدنيا سيرحمهم الله -تعالى- في الدنيا والآخرة، ولذلك يقول الله -تبارك وتعالى- : ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 71] .
بهذا الإخاء يتحقق الإيمان، والإيمان لا يتحقق إلا بعد بذل الجهد فيتحقق الإخاء بهذا الإيمان، لذلك يقول الله- عز وجل- : ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الحجرات: 10] متى ذكر الأخوة ؟ ذكرها بعد الإيمان، هل ذكر الأخوة بين الناس قبل الإيمان؟ لا، لم يذكرها إلا بعد الإيمان فقال : ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ ويقول صلى الله عليه وسلم : «المؤمن أخو المؤمن»(مسلم ) .
بهذا الإخاء كان المؤمنون كالجسد الواحد، وهل هم اليوم كالجسد الواحد؟ .
اليوم : حتى أهل البيت الواحد الذين في بيت واحد وتحت سقف واحد لا تنطبق عليهم هذه الصفة، لكن بهذا الإخاء سيكونون كالجسد الواحد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»(مسلم ) .
بهذا الإخاء كانوا كالبنيان، يشد بعضه بعضًا، ويقوي بعضه بعضًا، ولذلك يحث صلى الله عليه وسلم أمته على الاجتماع والألفة والإخاء فيقول صلى الله عليه وسلم : «إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» وشبَّك أصابعه (البخاري ومسلم) .
وأقوى أخوة هي أخوة الإسلام، لأنها أخوة ليست من أجل النسب والمنصب والمال والدنيا، ومن أجل ذلك كانت أخوة دائمة باقية لا تنقطع، لا في الدنيا ولا في الآخرة، يقول الله -تعالى- : ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾، من المعلوم أنه يحصل بين الأقارب في الدنيا عدم انقطاع في الرحم، وفي الآخرة يقول : ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ [المؤمنون: 101]، ويقول -تعالى- : ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ [عبس: 34-37] .
وها هو إبراهيم- عليه السلام- لما تبين له أن والده عدو لله ماذا قال الله عنه ؟ قال -تعالى- : ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: 114]، ونوح- عليه السلام- لما تبين له أن ولده عدو لله ماذا قال الله له ؟ قال -تعالى- : ﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [هود: 46]، تبرأ منه وتبرأ من الزوجة .
فأخوَّة الإسلام أقوى أخوة؛ لأنها أخوة باقية ولذلك تثمر أوثق عرى الإيمان، وتثمر كمال الإيمان، وتثمر حلاوة الإيمان، وتثمر محبة الرحمن، وتثمر دخول الجنة، وتثمر الجلوس على منابر من نور يوم القيامة على يمين الرحمن، وتثمر أن الأنبياء والشهداء يغبطون أهل الأخوة في الله ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم : «إذا عاد المسلم أخاه المسلم أو زاره قال الله- تبارك وتعالى- : طبت وطاب ممشاك، وتبوأت منزلا في الجنة» (صحيح ابن حبان وحسنه الألباني في صحيح الجامع) .
وأعداء هذه الأخوة كثير، يؤازرهم الشيطان، ويؤزهم إلى العداوة والبغضاء ويزين ذلك لهم، ويفرق الجمع ويضعف الصف، ويشغل المؤمنين ببعضهم؛ لأن الشيطان لا يحب الاجتماع والائتلاف، ولكنه يحرص على الفرقة والاختلاف، الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكنه نجح في التحريش بينهم، يقول -تبارك وتعالى- : ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [المائدة: 91]، ويقول صلى الله عليه وسلم : «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم»(مسلم) وإن من أعداء المحبة والألفة بين المؤمنين : (النمامون) .
مماقرأت

لـحـن
09-02-2021, 10:14 PM
بارك الله فيك ونفع بِك ..
على طرح موضوعك القيم
وأسلمت الايادي ويعطيك العافيه
تقديري مع احترامي.

أوتآر هآدئه
10-02-2021, 04:16 AM
••
جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته


••••

أمير المحبه
10-02-2021, 03:44 PM
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

وليد
10-02-2021, 10:41 PM
جزاك الله خيرا
وبارك بك على طرحك الطيب
ولا حرمك الأجر

غرام الشوق
12-02-2021, 09:26 PM
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك بموازين حسناتك
ويعطيك العافيه ع الموضوع
بنتظارجديدك الراقي بكل شوق
تحياتي وعطر وردي
:wahjj.1:

راعية مشاعر
14-02-2021, 05:40 AM
قراءة محموده وجلب مميز
فوالله قد صدق الكاتب في نصحه
وصدقت في نقلك لعلمه
فجزاك الله و اياه بالخير كله
وجعله في ميزان حسناتكم
وادخلكم به الفردوس الاعلى
بلا حساب او سابقه عذاب
امين
في امان الله وحفظه

راعي المود
15-02-2021, 09:35 AM
بارك الله فيك... وجزاك الله خير

ويجعله الله في ميزان حسناتك

الله يعطيك الصحه والعافية

تسلم الايادي مميزه ومبدعه

باانتظار جديدك بكل الشوق

ملكة الحنان
15-02-2021, 11:35 PM
جزاك الله خير الجزاء
ورزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعل ما كتب في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدارين

ملاذ الروح
21-02-2021, 06:51 PM
يعطيك العافيه على الطرح
المخملي والموضوع المثمر انتظر
القادم من طروحاتك بكل شوق ..!
تحياتي القلبيه لك

احمد الحلو
02-03-2021, 11:52 PM
طرح مميز وانتقاء ثري جُزيت خيرا

جهد مميز ورائع سلمت الايادي

تحياتي القلبية وسوسنتي الحلوة

احمد الحلو

نقطه
25-03-2021, 03:54 PM
https://files2.up4.cc/2020-12/160889088182481.gif

رحــآل
25-03-2021, 07:08 PM
سلمت اناملك على روعة طرحك
الله يعطيك الف عافيه
:100 (113):

عاشق الغاليه
23-02-2023, 02:21 AM
دائماً لمساتك في القمة بها الابداع
والتميز الراقي تسحرعيون من يدخلها
فلقد استمتع ناظري هنا وعجزت
عن التعبير فماذا اقول لك غير أسعد
الله قلبك وفي طرحك الراقي
اراح الله قلبك و اسعدك

عاشق الغاليه
23-02-2023, 02:23 AM
دائماً لمساتك في القمة بها الابداع
والتميز الراقي تسحرعيون من يدخلها
فلقد استمتع ناظري هنا وعجزت
عن التعبير فماذا اقول لك غير أسعد
الله قلبك وفي طرحك الراقي
اراح الله قلبك و اسعدك

ندووشاا
25-05-2023, 09:38 PM
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
ننتظر جديدك...

ندووشاا
25-05-2023, 09:46 PM
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
ننتظر جديدك...