المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصوم جنة الصابرين


نزف القلم
30-03-2022, 09:15 PM
خلق الإنسان مجموعًا من روح وجسد، فالروح تجذبه إلى السمو وتذكره بمنصبه ومركزه وغايته ومهمته، وتفتح فيه السبيل إلى العالم الذي انتقل منه وإلى سعته وجماله ولطافته وصفائه، وتثير فيه الأشواق والطموح، وتبعث فيه الثورة على المادة الثقيلة، فيحلق في الأجواء الفسيحة، ويفك السلاسل والأغلال، ويحبب إليه الجوع والعطش، وغض الطرف عن الملذات، والتجرد عن الشهوات.
والجسد يجذبه بكثافته وثقله إلى الأرض، ورغبة الطعام والشراب، وقضاء الشهوات، فيتألم من الجوع، ويشق عليه العطش، ويأسره لمعان المغريات، فيصبح وهو في أوج مدنيته وحضارته وقمة علمه وثقافته -بعيدًا عن قيمة إيمانه وروحانيته- بين المطعم والمرحاض، لا يعرف سوى ذلك مبدأ ومعادًا، ولا يعرف غير الطواف بينهما شغلًا وجهادًا، فتموت فيه كل رغبة إلا رغبة الطعام والشراب، ويتبلد فيه كل حس إلا حس اللذة والمتعة، ويزول عنه كل هم إلا هم الكسب والمعاش.
وإذا تغلبت الطبيعة الحيوانية وملكت زمام الحياة واستحوذت على مشاعر الإنسان وحواسه فلم يجد طول عمره وقتًا صافيًا ولا قلبًا فارغًا ولا عقلًا يقظًا ولا ضميرًا حيًّا، فتثقل عليه العبادة والذكر، والطاعة والفكر والصفاء.
وقد جاءت النبوة تغيث الإنسانية المهددة بالمادية الطاغية، وتقيم الموازين القسط في الحياة، وتعد الإنسان إعدادًا جيدًا للغاية التي خلق لها وهي العبادة، فأمرت بالصوم ليحد من شره هذه المادية، وليشحن النفس شحنًا روحانيًّا إيمانيًّا تستطيع أن تحفظ به اعتدالها في الحياة وتقاوم به مغريات الشهوة.
فكانت من رحمة العزيز الرحيم بعبادة أن شرع من الصوم ما يذهب فضول الطعام والشراب ويستفرغ من القلب أخلاط الشهوات المعوقة له عن سيره إلى الله تعالى وشرعه بقدر المصلحة بحيث ينتفع به العبد في دنياه وأخراه ولا يضره ولا يقطعه عن مصالحه العاجلة والآجلة.
يقول ابن القيم: "ولما كان فطم النفوس عن مألوفاتها وشهواتها من أشق الأمور وأصعبها تأخر فرضه إلى وسط الإسلام بعد الهجرة لما توطنت النفوس على التوحيد والصلاة وألفت أوامر القرآن فنقلت إليه بالتدريج، وكان فرضه من السنة الثانية من الهجرة" [زاد المعاد:2/ 26].
هذا هو الصيام الزاخر بالحياة والمنافع والبركات، البعيد عن المشقات التي لا تطيقها النفوس، والشرع الإسلامي لم يكتف من الصوم بصورته، بل ارتجى حقيقته، فلم يحرم الأكل والشراب والعلاقات الجنسية في الصوم فحسب، بل حرم كل ما ينافي مقاصد الصوم وغاياته، وكل ما يضيع حكمته وفوائده، فأحاط الصوم بسياج من التقوى والأدب، وعفة اللسان والنفس.

عبير الليل
17-04-2022, 09:48 AM
جزاك المولى كل الخير

لؤلؤه
20-04-2022, 10:34 PM
جزآكم ربي كل خير
وجعل طرحكم بميزآن حسنآتكم يآرب

غرام الشوق
29-04-2022, 02:03 AM
بآرگ الله فيگ على الطرح القيم..
وجزآگ الخير كله. واثابگ ورفع من قدرگ
ووفقگ الله لمايحبه ويرضاهـ
دمت بگل خير وسعادهـ..~

أمير المحبه
06-05-2022, 02:10 PM
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

ملكة الحنان
13-05-2022, 10:44 AM
جزاك الله كل خير واسعدك بالدارين
وجعل كل حرف هنا لك شاهد خير بميزان حسناتك

ندووشاا
19-04-2023, 10:07 PM
مجهود رائع .. طرح قيم
بارك الله فيك فيما كتبت و جعله في موازين حسناتك يارب
الف شكر لك و دمت بخير ،،،