ناطق العبيدي
03-07-2023, 11:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لا يُعرف الكثير عن حياة خير الدين التونسي "1810- 1890"، سوى أنه كان مملوكا تركيا تربى في بيت "تحسين باي" نقيب الأشراف في اسطنبول، ثم بيع إلى "أحمد باي تونس"، فانتقل إليها، وتلقى في قصر "الباي" تعليمًا دينيًا وعسكريًا، وأتقن عددًا من اللغات؛ كالتركية والفارسية والإنجليزية والفرنسية.
سافر خير الدين إلى فرنسا عام 1853، وبقي فيها أربع سنوات، ثم عاد إلى تونس وتدرج في العديد من المناصب الرسمية حتى وصل إلى منصب الوزير الأكبر (رئيس الوزراء) في عام 1873.
اختلف مع الباي، فاضطر إلى تقديم استقالته في عام 1877م وعاش في قصره بعيدًا عن المشاركة في الحياة العامة، ثم طلبه السلطان عبد الحميد للاستفادة من جهوده في الإصلاح، فسافر إلى اسطنبول، وأُسندت إليه رئاسة لجنة تقوم بمراجعة الوضع المالي للدولة العثمانية، ثم لم يلبث أن عيَّنه السلطان عبد الحميد الثاني "صدرًا أعظم". وحاول خير الدين إقناع السلطان عبد الحميد بإصلاح نظام الحكم، فلما أخفق قدم استقالته من منصبه في عام 1879م وبقي على اتصال ببلاط السلطان، وأصبح عضوًا في مجلس الأعيان حتى وفاته في الثلاثين من يناير عام 1890
.
يقوم الفكر الإصلاحي عند خير الدين التونسي على أساس تحقيق العدل والمساواة في حكم الرعية، ورفع مظاهر الظلم والتعسف عن كاهلها، واحترام حقوقها الإنسانية، من خلال نظام حكم يقوم على الشورى، وتعدد مؤسسات الحكم، وعدم انفراد شخص مهما أوتي من قدرة وكفاءة وحسن سياسة في تصريف شؤون البلاد وإدارة أمور الرعية؛ لأن في الاستبداد والانفراد مدعاة للتفريط في الحقوق. كما حذر من مغبة رفض تجارب الأمم الأخرى انطلاقاً من الظن الخاطئ بأنه ينبغي نبذ كل ما يأتي من غير المسلمين
.
أما وسائل تحقيق هذا الإصلاح فتقوم على ركيزتين : الأولى، ضرورة التجديد والاجتهاد في الشريعة الإسلامية، بما يتلاءم مع ظروف العصر وأحوال المسلمين، والثانية ضرورة الأخذ بالمعارف وأسباب العمران الموجودة في أوروبا؛ لأنها طريق المجتمع إلى النهوض
.
شملت الإصلاحات التي قام بها "خير الدين التونسي" ميادين الإدارة والتعليم والاقتصاد؛ كما عمل على النهوض بالتعليم ونشر الوعي بين الناس؛ وكان في مقدمة الأصوات التي دعت الى تعليم المرأة منذ القرن التاسع عشر
.
أيد خير الدين "محمد الباي" حين أصدر "عهد الأمان" الذي ضمن لجميع سكان تونس المساواة في الحقوق، ووقف إلى جانب "الصادق باي" الذي خلف أخاه "محمد الباي" حين أصدر الدستور في عام 1861، وأنشئ بمقتضاه مجلس استشاري مكوَّن من ستين عضوًا، سُمي "المجلس الأكبر"، وعُيِّنَ "خير الدين" رئيسًا له
.
من أهم كتب خير الدين التونسي كتابه "أقوم المسالك في معرفة الممالك"، وقد طبعه بالمطبعة الرسمية في تونس عام 1868، وضمنه معظم أفكاره عن الإصلاح والتطوّر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي
لا يُعرف الكثير عن حياة خير الدين التونسي "1810- 1890"، سوى أنه كان مملوكا تركيا تربى في بيت "تحسين باي" نقيب الأشراف في اسطنبول، ثم بيع إلى "أحمد باي تونس"، فانتقل إليها، وتلقى في قصر "الباي" تعليمًا دينيًا وعسكريًا، وأتقن عددًا من اللغات؛ كالتركية والفارسية والإنجليزية والفرنسية.
سافر خير الدين إلى فرنسا عام 1853، وبقي فيها أربع سنوات، ثم عاد إلى تونس وتدرج في العديد من المناصب الرسمية حتى وصل إلى منصب الوزير الأكبر (رئيس الوزراء) في عام 1873.
اختلف مع الباي، فاضطر إلى تقديم استقالته في عام 1877م وعاش في قصره بعيدًا عن المشاركة في الحياة العامة، ثم طلبه السلطان عبد الحميد للاستفادة من جهوده في الإصلاح، فسافر إلى اسطنبول، وأُسندت إليه رئاسة لجنة تقوم بمراجعة الوضع المالي للدولة العثمانية، ثم لم يلبث أن عيَّنه السلطان عبد الحميد الثاني "صدرًا أعظم". وحاول خير الدين إقناع السلطان عبد الحميد بإصلاح نظام الحكم، فلما أخفق قدم استقالته من منصبه في عام 1879م وبقي على اتصال ببلاط السلطان، وأصبح عضوًا في مجلس الأعيان حتى وفاته في الثلاثين من يناير عام 1890
.
يقوم الفكر الإصلاحي عند خير الدين التونسي على أساس تحقيق العدل والمساواة في حكم الرعية، ورفع مظاهر الظلم والتعسف عن كاهلها، واحترام حقوقها الإنسانية، من خلال نظام حكم يقوم على الشورى، وتعدد مؤسسات الحكم، وعدم انفراد شخص مهما أوتي من قدرة وكفاءة وحسن سياسة في تصريف شؤون البلاد وإدارة أمور الرعية؛ لأن في الاستبداد والانفراد مدعاة للتفريط في الحقوق. كما حذر من مغبة رفض تجارب الأمم الأخرى انطلاقاً من الظن الخاطئ بأنه ينبغي نبذ كل ما يأتي من غير المسلمين
.
أما وسائل تحقيق هذا الإصلاح فتقوم على ركيزتين : الأولى، ضرورة التجديد والاجتهاد في الشريعة الإسلامية، بما يتلاءم مع ظروف العصر وأحوال المسلمين، والثانية ضرورة الأخذ بالمعارف وأسباب العمران الموجودة في أوروبا؛ لأنها طريق المجتمع إلى النهوض
.
شملت الإصلاحات التي قام بها "خير الدين التونسي" ميادين الإدارة والتعليم والاقتصاد؛ كما عمل على النهوض بالتعليم ونشر الوعي بين الناس؛ وكان في مقدمة الأصوات التي دعت الى تعليم المرأة منذ القرن التاسع عشر
.
أيد خير الدين "محمد الباي" حين أصدر "عهد الأمان" الذي ضمن لجميع سكان تونس المساواة في الحقوق، ووقف إلى جانب "الصادق باي" الذي خلف أخاه "محمد الباي" حين أصدر الدستور في عام 1861، وأنشئ بمقتضاه مجلس استشاري مكوَّن من ستين عضوًا، سُمي "المجلس الأكبر"، وعُيِّنَ "خير الدين" رئيسًا له
.
من أهم كتب خير الدين التونسي كتابه "أقوم المسالك في معرفة الممالك"، وقد طبعه بالمطبعة الرسمية في تونس عام 1868، وضمنه معظم أفكاره عن الإصلاح والتطوّر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي