ملكة الحنان
28-10-2020, 04:25 PM
مهرجٍ فقير
:200 (53):
إبنته الوحيدة تعاني من مرض خبيث نهشُّ بأعضائها ما نهش ليجعلها طريحةُ الفراش
وفي أحد الأيام و الألم ينازعها لحظاتها الأخيرة
والأبُّ فوق رأسها يبكي حالتها دونَ حولٍ منه ولا قوة ، "فالفقر عارٌ عند الشدائد يا سادتي" ،
يوم ذاك إكتفى بالبكاء والآنين بذاك القول
"هل كان ذنبي أن أعيش فقيراً يا صغيرتي" .
وفي أحد الأيام عندما شعرت أنَّ أنفاسها بائت تتزاحم
وألمها يفيض الألآم ،
قالت بصوتها البح " يا أبي أريدُ علاجاً يعصمني من حالتي الأليمة هذه ،
فداك روحي لتصنع شيئاً "
خرج الأب مهرولاً يتباكى ضعف حاله وقلة حيلته
وعجزه أمام إبنته الوحيدة فلذةُ كبده وقرة عينه ،
ليقف على خشبة المسرح يُضاحك الناس
والفؤاد بداخله ينزفُ ألماً ..
أي قلب كان يمتلكه بربكم..!
ألمٌ يكاد يفيض من ضلوعه ويقف بصفة مهرج ضاحكاً سخيف .!
- الله الله ما أقواه -
لكن تمرُّ بنا حالات تجعلنا مجبورين على كتم أوجاعنا
ودهس قلوبنا لأجل أن نعيش ،
وبعد ذلك يقبض دراهماً معدودة مقابل ذلك ،
ألا إنهم شرو وجعه بثمن بخس ، وبلهفة يعود إلى البيت حاملاً الفرحة بيدٍ والأيد الأخرى كيساً من العلاج ..
أقبل نحو إبنته وياليته لم يُقبل ،
تحدث وصرخ ولكن لا سبيل لمن تُنادي ،
لقد تأخرت أيها الأب الفقير وقطار الأوان قد فات ،
وقبل رحيلها وبلحظاتها الأخيرة تركت له رسالتها الأخيرة قائلةً فيها :
أبي وحبيبي وسندي المتين بعالمي الدنيوي ، أولاً يا أبي كلّ شيء فان..
وكلنا نحو درب الفناء قادمون ..
الباقٍ هو الله وحده ،
وبعد :- أسفةٌ يا أبي على حملي الثقييل عليك
وهمك الكبير على ما أصابني ،
وقد حان لي اليوم لأحمل حملي على كاتفيّ وأمضي دربي وحيدة
فعسى ربي يخفف عنك وزرك بعيد رحيلي ،
يؤلمني أن تعود إلى المنزل لتعالجني وتجدني إلى ربي قد ذهبت ولا أعود،
لكنني تمنيت يا أبي أن أضل بجانبك دائماً وأعيش كالأخرين وأبني أحلامي واحد تلو الأخر
لكن ماذا عساي أن أفعل فالفقر عارٌ علينا نحن المليئون بالإبتلائآت الإلهية ،
يا أبي أرجوك لا تبتئس ولا تحزن ولتعلم إنني راضية عنك بحياتي ومماتي وبعد الممات ،
وانت تقرأ الان يا أبي أريدك أن تعلم أنني حين شعرت
بقرب أجلي المحتوم ونهاية قدري المكتوب وبأن حياتي شارفت عيشها الرغدي
كنت أشتهي حينها أن أغفو بين يديك النوم الأبدي وتقبلني قُبلات رضائك عني للمرة الأخيرة ، لكن..
لكن يا أبي أقسم لكَ بربّ حياتي الزائلة أن شعوري بحال قلبك المُمزق فاق ألم مرضي وفاقني ،
ولم أستطيع أن أراك تُعاني أيضاً لحظات توديعي ومغادرتي الحياة أمام عينيك ..
فطلبت منك الإنقاذ كعذراً لخروجك من المنزل
فلعلا ربي يهون عنك وترضى لقدره المحكوم
وأن لكل شيء أجلٌ مسمى وأرجوك أن تسامحني
ياحبيبي العظيم ..
ونهايةُ حديثي سأشتاقك جداً يا أبي وأحبك أحبك
أحبك يا عالمي الجميل..
:200 (53):
إبنته الوحيدة تعاني من مرض خبيث نهشُّ بأعضائها ما نهش ليجعلها طريحةُ الفراش
وفي أحد الأيام و الألم ينازعها لحظاتها الأخيرة
والأبُّ فوق رأسها يبكي حالتها دونَ حولٍ منه ولا قوة ، "فالفقر عارٌ عند الشدائد يا سادتي" ،
يوم ذاك إكتفى بالبكاء والآنين بذاك القول
"هل كان ذنبي أن أعيش فقيراً يا صغيرتي" .
وفي أحد الأيام عندما شعرت أنَّ أنفاسها بائت تتزاحم
وألمها يفيض الألآم ،
قالت بصوتها البح " يا أبي أريدُ علاجاً يعصمني من حالتي الأليمة هذه ،
فداك روحي لتصنع شيئاً "
خرج الأب مهرولاً يتباكى ضعف حاله وقلة حيلته
وعجزه أمام إبنته الوحيدة فلذةُ كبده وقرة عينه ،
ليقف على خشبة المسرح يُضاحك الناس
والفؤاد بداخله ينزفُ ألماً ..
أي قلب كان يمتلكه بربكم..!
ألمٌ يكاد يفيض من ضلوعه ويقف بصفة مهرج ضاحكاً سخيف .!
- الله الله ما أقواه -
لكن تمرُّ بنا حالات تجعلنا مجبورين على كتم أوجاعنا
ودهس قلوبنا لأجل أن نعيش ،
وبعد ذلك يقبض دراهماً معدودة مقابل ذلك ،
ألا إنهم شرو وجعه بثمن بخس ، وبلهفة يعود إلى البيت حاملاً الفرحة بيدٍ والأيد الأخرى كيساً من العلاج ..
أقبل نحو إبنته وياليته لم يُقبل ،
تحدث وصرخ ولكن لا سبيل لمن تُنادي ،
لقد تأخرت أيها الأب الفقير وقطار الأوان قد فات ،
وقبل رحيلها وبلحظاتها الأخيرة تركت له رسالتها الأخيرة قائلةً فيها :
أبي وحبيبي وسندي المتين بعالمي الدنيوي ، أولاً يا أبي كلّ شيء فان..
وكلنا نحو درب الفناء قادمون ..
الباقٍ هو الله وحده ،
وبعد :- أسفةٌ يا أبي على حملي الثقييل عليك
وهمك الكبير على ما أصابني ،
وقد حان لي اليوم لأحمل حملي على كاتفيّ وأمضي دربي وحيدة
فعسى ربي يخفف عنك وزرك بعيد رحيلي ،
يؤلمني أن تعود إلى المنزل لتعالجني وتجدني إلى ربي قد ذهبت ولا أعود،
لكنني تمنيت يا أبي أن أضل بجانبك دائماً وأعيش كالأخرين وأبني أحلامي واحد تلو الأخر
لكن ماذا عساي أن أفعل فالفقر عارٌ علينا نحن المليئون بالإبتلائآت الإلهية ،
يا أبي أرجوك لا تبتئس ولا تحزن ولتعلم إنني راضية عنك بحياتي ومماتي وبعد الممات ،
وانت تقرأ الان يا أبي أريدك أن تعلم أنني حين شعرت
بقرب أجلي المحتوم ونهاية قدري المكتوب وبأن حياتي شارفت عيشها الرغدي
كنت أشتهي حينها أن أغفو بين يديك النوم الأبدي وتقبلني قُبلات رضائك عني للمرة الأخيرة ، لكن..
لكن يا أبي أقسم لكَ بربّ حياتي الزائلة أن شعوري بحال قلبك المُمزق فاق ألم مرضي وفاقني ،
ولم أستطيع أن أراك تُعاني أيضاً لحظات توديعي ومغادرتي الحياة أمام عينيك ..
فطلبت منك الإنقاذ كعذراً لخروجك من المنزل
فلعلا ربي يهون عنك وترضى لقدره المحكوم
وأن لكل شيء أجلٌ مسمى وأرجوك أن تسامحني
ياحبيبي العظيم ..
ونهايةُ حديثي سأشتاقك جداً يا أبي وأحبك أحبك
أحبك يا عالمي الجميل..