المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثلاثة أيام في غار ثور


غرام الشوق
16-12-2020, 03:25 AM
ثلاثة أيام في غار ثور


بقي الهادي البشير مع صحبه الصديق في غار ثور ثلاثة أيام مختفين عن أعين المشركين، وقد خاب أملهم في الحصول عليهما لذلك رصدت قريش مكافأة عظيمة لمن يأتي بهما، وفي هذا يقول ابن إسحاق[1]. «فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة أيام، ومعه أبو بكر، وجعلت قريش فيه حين فقدوه مائة ناقة، لمن يردّه عليهم، وكان عبد الله بن أبي بكر يكون في قريش نهاره معهم، يسمع ما يأتمرون به، وما يقال في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، ثم يأتيهما إذا أمسى فيخبرهما الخبر. وكان عامر بن فهيرة، مولى أبي بكر رضي الله عنه، يرعى في رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبي بكر، فاحتلبا وذبحا، فإذا عبد الله بن أبي بكر غدا عندهما إلى مكة، اتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفى عليه، حتى إذا مضت الثلاث سكن عنهما الناس أتاهما صاحبهما الذي استأجره ببعيريهما وبعير له، وأتتهما أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما بسفرتهما، ونسيت أن تجعل لها عصاما، فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة، فإذا ليس لها عصام، فتحلّ نطاقها فتجعله عصاما، ثم علقتها به، فكان يقال لأسماء «ذات النطاقين» لذلك وقال ابن هشام.. وتفسيره: أنها لما أرادت أن تعلق السفرة شقت نطاقها باثنين، فعلقت السفرة بواحدة وانتطقت الآخر[2].



انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر، وقد أردف أبو بكر الصديق رضي الله عنه عامر بن فهيرة، مولاه خلفه ليخدمهما في الطريق[3].



في الطريق إلى المدينة:

ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق ومعهما عامر بن فهيرة ودليلهما عبد الله بن أريقط الذي أخذ طريق الساحل للتمويل، حيث أمعن في الاتجاه جنوبا نحو اليمن، ثم اتجه شمالا على مقربة من شاطئ البحر الأحمر، وسلك طريقا لم يكن يسلكه أحد إلا نادرا، وذلك لتضليل الأعداء والاستخفاء عن أعينهم فمر بعسفان - وسميت ذلك لتعسف السير فيها - ومر بالجداجد وهو مكان كثير الصخور، ومرّ بالعرج، وهو مكان ينعرج فيه الطريق، ذلك حتى وصل إلى قباء بعد رحلة استغرقت اثنى عشر يوما، لقى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه خلالها من وعثاء السفر، ووحشة الطريق، وكيد الأعداء ما ينوء به الأبطال[4].



هذا، وقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ردفا للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان شيخا يُعرف، ونبي الله صلى الله عليه وسلم لا يُعرف، فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني الطريق، فيحسب المستمع أنه يعني به الطريق، وإنما يعني سبيل الخير، روى ذلك البخاري عن أنس رضي الله عنه[5].



ما حدث خلال رحلته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة من معجزات النبوة:

سراقة والمائة ناقة:

رصدت قريش مائة ناقة لم يرد محمدا صلى الله عليه وسلم حيا أو ميتا إليها، وهي مكافأة عظيمة يتمناها أي شاب ليصبح غنيا له مكانة اجتماعية بين صناديد قريش. لذلك تسابق الشباب منهم للحصول على هذه المكافأة وظلوا يبحثون عن الهادي البشير صلى الله عليه وسلم ويتتبعون آثاره في كل مكان محتمل أن يكون قد طرقه، وكان منهم سراقة بن مالك الذي كان يضلل الناس ليفوز بالغنيمة.



وفي هذا يقول ابن إسحاق في السيرة[6] في حديث رواه سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي - وهو من بني عبد مناف بن كنانة - قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجرا إلى المدينة، جعلت قريش فيه مائة ناقة لمن ردّه عليهم. قال: فبينما أنا جالس في نادي قومي إذ أقبل رجل منا، حتى وقف علينا، فقال: والله لقد رأيت ركبة ثلاثة مروا عليّ آنفا، إني لأراهم محمدا وأصحابه، قال: فأومأت إليه بعيني: أن اسكت، ثم قلت: إنما هم بنو فلان يبتغون ضالة لهم؛ قال: لعله، ثم سكت. قال: ثم مكثت قليلا، ثم قمت فدخلت بيتي، ثم أمرت بفرسي، فقيد لي إلى بطن الوادي، وأمرت بسلاحي، فأخرج لي من دُبُر حجرتي، ثم أخذت قداحي التي أستقسم بها ثم انطلقت، فلبست لأمتي[7]، ثم أخرجت قداحي، فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره «لا يضرّه». قال: وكنت أرجو أن أردّه على قريش، فآخذ المائة ناقة. قال: فركبت على أثره، فبينما فرسي يشتد بي عثر بي، فسقطت عنه. قال: فقلت: ما هذا؟ قال: ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره «لا يضرّه». قال: فأبيت إلا أن أتبعه، فركبت في أثره.



فلما بدا لي القوم ورأيتهم، عثر بي فرسي، فذهبت يداه في الأرض، وسقطت عنه، ثم انتزع يديه من الأرض، وتبعهما دخان كالإعصار، قال: فعرفت حين رأيت ذلك أنه قد مُنع مني، وأنه ظاهر. قال: فناديت القوم: فقلت: أنا سُرقاة بن جُعشم: انظروني أكلمكم، فو الله لا أريبكم، ولا يأتيكم مني شيئ تكرهونه. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: «قل له: وما تبتغي منا؟ فقال ذلك أبو بكر، قال: قلت: تكتب لي كتابا يكون آية بيني وبينك. قال: اكتب له يا أبا بكر» قال: فكتب لي كتابا في عظم، أو في رقعة، أو في خرقة، ثم ألقاه إليّ، فأخذته، فجعلته في كنانتي، ثم رجعت، فسكت فلم أذكر شيئا مما كان حتى إذا كان فتح مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفرغ من حُنين والطائف، خرجت ومعي الكتاب لألقاه، فلقيته بالجعرانة، قال: فدخلت في كتيبة من خيل الأنصار. فجعلوا يقرعونني بالرماح ويقولون: إليك إليك، ماذا تريد؟ قال: فدنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته، والله لكأني أنظر إلى ساقه في غرزه[8] كأنها جُمَّارة. قال: فرفعت يدي بالكتاب، ثم قلت: يا رسول الله، هذا كتابك لي أنا سراقة بن جُعشم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوم وفاء وبر، ادنُه». قال: فدنوت منه، فأسلمت...» الحديث[9].



هذا، وقد ذكر في زاد المعاد[10] أن سراقة حينما رجع من مطاردة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر قال لهما: قد استبرأت لكم الخير، قد كفيتم ما ههنا، وكان أول النهار جاهرا عليهما، آخره حارسا لهما.



حديث أم معبد الخزاعية:

وفي طريق الهجرة مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه بخيمتي أم معبد الخزاعية، وهي: عاتكة بنت خالد من بني كعب من خزاعة، وزوجها أبو معبد يقال: إن لهما صحبة ورواية. وكانت أم معبد امرأة برزة - أي تبرز للرجال - جلدة تحتمي بفناء الخيمة، ثم تطعم وتسقي من مرّ بها، فسألاها: هل عندها شيء، تمرا أو لحما يشترونه؟ فقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القِرَى، والشاة عازب، وكانت سنة شهباء، فالقوم مرملون - أي نفد زادهم - مسنتون - مجدبون - فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشاة في كسر الخيمة فقال: «ما هذه الشاة يا أم معبد؟». قالت: هذه شاة خلفها الجهد عن الغنم. فقال: «هل بها من لبن؟. قالت: هي أجهد من ذلك. قال: «أتأذنين لي أن أحلبها؟». قالت: نعم، بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبا. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشاة فمسح ضرعها وذكر اسم الله، وقال: «اللهم بارك في شاتها»، قالت: فتفاجَّت، ودرّت واجترت. فدعا بإناء لها يربض إلى الرهط - أي يرويهم ويثقلهم حتى يناموا - فحلب فيه ثجا حتى غلبه الثمال[11] فسقى لها فشربت حتى رويت، وسقى أصحابه حتى ارتووا، وشرب صلى الله عليه وسلم آخرهم، فشربوا جميعا عللا بعد نهل[12]، ثم حلب فيه ثانيا عودا على بدء فغادره عندها ثم ارتحلوا عنها... فما لبث أن جاء زوجها أبو معبد، فلما رأى اللبن عجب، وقال: من أين لكم هذا والشاة عازبة لا حلوبة في البيت؟ قالت: والله، إنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت، قال: هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا أن من أمره ما ذكر، ولو كنت وافقته يا أم معبد لالتمست أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا.



هذا، وتروي كتب السيرة - أن هاتفا من الجن[13] أخبر أهل مكة بما وقع في خيمة أم معبد، فكان مما قال:

جزى الله رب الناس خير جزائه
رفيقين حلا خيتمي أم معبد
هما نزلا بالبر ثم ترحّلا
فأفلح من أمسى رفيق محمد
ليهن بني كعب مقام فتاتهم
ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلو أختكم عن شاتها وإنائها
فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد


وقد ذكرت أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ذلك فقالت حين خفى عليها، وعلى من معها أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يدروا أين توجه، حتى أتى رجل من الجن يسمعون صوته ولا يرونه، فمر على مكة، والناس يتبعونه وهو ينشد هذه الآيات... جزى الله رب الناس... قالت: فلما سمعنا قوله عرفنا حيث توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن وجهه إلى المدينة[14].



هذا، وقد ذكر البيهقي في دلائل النبوة، كما في البداية والنهاية عن البيهقي، أضاف أنها وصفت لزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما طلب منها أن تصفه، وهي صفة يُعتد بها في التاريخ والسيرة، كما يُعتد بصفة هند بن أبي هالة ابن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، وهو ربيب بيت النبوة في السيرة النبوية.



وفي دلائل النبوة[15] قال البيهقي: «فقالت: ... مرّ بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا، قال: صفيه يا أم معبد. قالت: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق لم نعبه نُحلةُ، ولم تزر به صعلة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره غطف، وفي صوته صهل، وفي عنقه سطع، وفي لحيته كثاثة، أزجُّ أقرن، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب. حُلو المنطق، فصل، لا نزر ولا هزر، كأن منطقه خرزات نظم ينحدرن، ربعة لا يأس من طول ولا تقتحمه عين من قصر، غصنا بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفُّون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس، ولا مُفنَّد صلى الله عليه وسلم»[16].



انظر أيضا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ووصفه في حديث هند بن أبي هالة التميمي في دلائل النبوة.



هذا، ومن المعروف أن أم معبد أسلمت وهاجرت ولحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى المدينة لقى أبا بريدة، وكان[17] رئيس قومه، خرج في طلب النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، رجاء أن يفوز بالمكافأة الكبيرة التي كانت أعلنت عنها قريش، ولما واجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلّمه أسلم مكانه مع سبعين رجلا مكن قومه، ثم نزع عمامته، وعقدها برمحه، فاتخذها راية تعلن بأن ملك الأمن والسلام قد جاء ليملأ الدنيا عدلا وقسطا[18].



وفي الطريق لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير، وهو في ركب المسلمين، كانوا تجارا قافلين من الشام، فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثيابا بيضاء[19].


[1] السيرة ج2 ص224 مجلد مع الروض الأنف.

[2] السيرة «مجلد مع الروض الأنف» ج2 ص224، ج2 ص486 طبعة ابن كثير.

[3] السيرة ج2 ص225 «مجلد مع الروض الأنف»، ج2 ص487، طبعة ابن كثير.

[4] السيرة ج2 ص236، ج2 ص491، وما بعدها، طبعة ابن كثير، الرحيق المختوم ص167، القول المبين ص152.

[5] صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، الرحيق المختوم ص168.

[6] السيرة ج2 ص226، مجلد مع الروض الأنف ج2 ص489 - 490 طبعة ابن كثير، والروض الأنف للسهيلي ج2 ص233.

[7] اللأمة: الدرع والسلاح.

[8] الغرز للرحل: هو بمنزلة الركاب للسرج.

[9] المصدر السابق لابن هشام، والمصدر السابق للسهيلي، وانظر أيضا: البداية والنهاية لابن كثير ج3 ص198 - 200، والقول المبين ص150 - 152.

[10] زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن قيم الجوزية: شمس الدين أبي عبد الله الزرعي الدمشقي «691 - 751هـ» ج3 ص52، طبعة بيروت، مؤسسة الرسالة، ط15، 1407هـ/ 1987م، الرحيق المختوم ص169.

[11] ثجا: أي لبنا سائلا كثيرا، والثمال: هو الرغوة.

[12] العلل: هو الشرب بعد الشرب.

[13] ويقول أستاذنا الدكتور محمد الطيب النجار رحمه الله في كتاب القول المبين، كان الهاتف يسمع صوته ولا يرى جسمه؛ لذا ظن أنه من الجن المسلمين أو ملك أرسله الله تعالى بشيرا بما وقع لمحمد صلى الله عليه وسلم، القول المبين هامش ص149.

[14] الروض الأنف للسهيلي ج2 ص334، 335، القول المبين ص147 - 150.

[15] ج1 ص279، دلائل النبوة معرفة أحوال صاحب الشريعة، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي «384 - 458هـ»، بيروت، دار الكتب العلمية، تحقيق د. عبد المعطي قلعجي، ط1، 1405هـ، 1985م، البداية والنهاية لابن كثير ج3 ص206 - 208.

[16] دلائل النبوة ج1 ص268 - 275، ص285 - 287.

[17] البداية والنهاية لابن كثير ج3 ص208.

[18]الرحيق المختوم ص170، رحمة للعالمين ج1 ص102.

[19]روى ذلك الحديث البخاري عن عروة بن الزبير، الرحيق المختوم ص170.

لـحـن
16-12-2020, 03:27 AM
بارك الله فيك ونفع بِك ..
على طرح موضوعك القيم
وأسلمت الايادي ويعطيك العافيه
تقديري مع احترامي.

سيف ذيزن
17-12-2020, 11:12 AM
دمتم ودام عطائكم على هذا الجلب الرااااائع ..
جزاكم الله به خير الجزاء.
تسلم الاياااااااادي .. الله يعطيكم العافية ..
لكم خالص مودتي . .
تحياتي ..

ابو الملكات
18-12-2020, 08:59 PM
اللهم صلى وسلم على الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم
جزاك الله خير ورحم والديك شكراً على طرحك الكريم

وليد
19-12-2020, 04:02 AM
موضوع قيم
وجعل كل ماطرح في ميزان حسناتك
جزاك الله خير.

أمير المحبه
20-12-2020, 03:28 AM
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

ملكة الحنان
22-12-2020, 04:10 AM
بارك الله فيك
وجزاك كل خير
واثاببك بجنة الفردوس

احمد الحلو
27-01-2021, 10:20 PM
طرح مميز وانتقاء ثري جُزيت خيرا

جهد مميز ورائع سلمت الايادي

تحياتي القلبية وسوسنتي الحلوة

احمد الحلو

نقطه
26-03-2021, 04:34 AM
https://files2.up4.cc/2020-12/160889088182481.gif

ندووشاا
24-06-2023, 06:28 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله على ما قدمت
دمت بطاعه الرحمن ~