المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (من يُرد الله به خيراً يُصِبْ منه)


غرام الشوق
01-01-2021, 04:52 AM
(من يُردالله به خيراًيُصِب ْ منه) رواه البخاري

( إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُم ْ، فمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ) رواه الترمذي وحسنه.



أننا لا نختار لأنفسنا اقدارنا, وإنما نحيا حياتنا كما ارادها لنا الله, ونمضي عنها حين تؤذن شمس العمر بالمغيب.

وفي كل الاحوال فمن واجبنا أن نتقبل حياتنا ونتواءم معها ونعين انفسنا علي اجتياز المحن والفترات العصيبة التي تعترضها بأقل الخسائر النفسية والصحية الممكنة.

وليس كالإيمان بالله سبحانه وتعالي والتسليم المطلق بقضائه وقدره من معين للإنسان علي اجتياز اوقاته العصيبة والتطلع لما بعدها من جوائز السماء للصابرين والمبتلين, ( من يُرد الله به خيراً يُصِبْ منه ) رواه البخاري.

وبعضهم ضبطها يُصَب منه، ومعنى ذلك: أن من أراد الله -عز وجل- به خيراً في الدنيا وفي الآخرة برفع الدرجات، وحطِّ الخطايا والسيئات، وتعظيم الأجور فإنه يرسل إليه ألوان المكاره، فيصب منه في نفسه بالأوجاع والأمراض والهموم والأمور المؤلمة المتنوعة التي يسوقها الله -عز وجل- إليه مما يكدر خاطره.



ولربما كان ذلك في ماله، ولربما كان ذلك في ولده، أو في من يحب، كل هذه الأمور يسوقها الله -عز وجل- للمؤمن ليكون ذلك خيراً له، وإذا استشعر المؤمن هذا المعنى -أن ذلك لإرادة الخير به- فإنه لا مجال للحزن والحسرات التي تنتاب الكثيرين على ما فاتهم من هذه الحياة الدنيا،

فساق إليهم هذه المزعجات من أجل أن يرفعهم، وأن يكفر عنهم، وأن يتخففوا من الأحمال والأثقال من الذنوب والآثام التي ترهق كواهلهم، إذا تدبر المؤمن هذا المعنى فإنه لا يمكن أن يصاب بأمراض العصر كالاكتئاب والقلق،



عَنْ سَعْدِ بْنِ أّبِي وّقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: ( الْأَنْبِي َاءُ ثُمَّ الْأَمْثَل ُ فَالْأَمْث َلُ فَيُبْتَلَ ى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْد ِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ ). أخرجه الطيالسي.



فأمس يومٌ قد ذهب، واليوم ينبغي للإنسان أن يعمل فيه ويجتهد، والغد لا يدري هل يُبلَّغ إلى الغد، أو لا يَبلُغه، وكم من أنفس تفتلت وتموت وتذهب قبل أن تبلغ الغد، فلا داعي للإنسان أن يقلق على أمور مستقبله من أمور معاشه، ولا داعي للقلق والحزن على أمور فاتت لا يمكن أن يردها الحزن والبكاء والنياحة والتفكير في ذلك الفائت الذي يجدد له حزنه مرة بعد مرة، هذا أمر لا طائل تحته



فعلى الإنسان أن يعتبر بهذه المعاني، ويتذكر عند كل مكروه يقع له أنه إذا أراد الله بعبد خيراً يصب منه، فيكون ذلك مسلاة للنفس، يبعث فيها الطمأنينة والراحة، فلا ينزعجُ الإنسان، ولا يبقى يقلب جنبيه على فراشه من الهم يحرقه، ويقتله ويموت موتاً بطيئاً بسبب هذه الهموم والآلام.



من الناس من إذا تلمّس نفسه ووسوست له نفسه أن ثمّة علة في جنبه، أو في رأسه، أو في يده، أو نحو ذلك أخذته الأوهام من كل مكان، وجاءه ما قرُب وما بعُد من الأفكار، والخواطر السيئة، فبات مفكراً خائفاً منزعجاً قلقاً، ولربما لم تحمله رجله إلى الطبيب، فإذا أُخبر أنه ليس عليه بأس وليس به شيء قام وعاد إلى نشاطه، وقوته التي كان عليها، { إِنَّ الْإِنْسَا نَ خُلِقَ هَلُوعًا *إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا *وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّ ينَ } [المعارج : 19 - 22]

ساهر
01-01-2021, 05:00 AM
بارك الله فيك ونفع بِك ..
على طرح موضوعك القيم
وأسلمت الايادي ويعطيك العافيه
تقديري مع احترامي.

وليد
01-01-2021, 10:33 AM
جزاك الله خيرا
وبارك بك على طرحك الطيب
ولا حرمك الأجر

ملكة الحنان
02-01-2021, 10:07 AM
جزاك الله كل خير
وجعله بميزان حسناتك لك شاهد خير
وسلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

ابو الملكات
03-01-2021, 01:24 AM
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل علك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب

أمير المحبه
03-01-2021, 10:39 PM
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

نقطه
04-01-2021, 02:41 PM
https://www.up4.cc/2020-12/160889088182481.gif

لگ وٌحًہْشًُـًًًـُهًہ ♔
17-01-2021, 07:18 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أسد
17-01-2021, 07:34 PM
موضوع رائع ومجهود سخي

جعله الله في ميزان حسناتك

احمد الحلو
17-01-2021, 10:14 PM
طرح مميز وانتقاء ثري جُزيت خيرا

جهد مميز ورائع سلمت الايادي

تحياتي القلبية وسوسنتي الحلوة

احمد الحلو

الاسير
19-01-2021, 07:18 PM
بارك الله فيك ونفع بِك ..
على طرح موضوعك القيم
تقديري مع احترامي.

الاسير
19-01-2021, 07:19 PM
بارك الله فيك ونفع بِك ..
على طرح موضوعك القيم
تقديري مع احترامي.

عاشق الغاليه
23-02-2023, 02:50 AM
دائماً لمساتك في القمة بها الابداع
والتميز الراقي تسحرعيون من يدخلها
فلقد استمتع ناظري هنا وعجزت
عن التعبير فماذا اقول لك غير أسعد
الله قلبك وفي طرحك الراقي
اراح الله قلبك و اسعدك

ندووشاا
16-05-2023, 05:38 PM
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري