منتديات غرام الشوق

منتديات غرام الشوق (http://www.gram-alshoog.com/vb/index.php)
-   •₪• غرام نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• (http://www.gram-alshoog.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   البقاء لله (http://www.gram-alshoog.com/vb/showthread.php?t=22730)

برق الشمال 04-06-2023 04:37 PM

البقاء لله
 
ما منا من أحدٍ إلا وسيموت، هذه حقيقة من الوضوح والجلاء بما لا يدع مجالاً للنقاش أو للتوضيح، كل البشر باختلاف أجناسهم ودياناتِهم وأفكارهم يُدركون أنهم سيَموتون، نعم هم مختلِفون في تفسير ما بعد الموت، لكنهم بالإجماع متَّفقون على وجود الموت.

الإسلام بشمولية منهجِه لم يترُك لنا مسألة الموت بدون تفسير وتوضيح، فجاءت آية: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ ﴾ [الملك: 2] تُخبرنا أنَّ وجودنا في الدنيا هو ابتلاء واختبار، وأنَّ الله أوجد الحياة بمقوِّماتها كإطار زمني خاصٍّ لكلٍّ منَّا في هذا الابتلاء، والموت بعِبَره ودُروسه كنهاية لمرحلة الاختبار هذه، وبداية مرحلَة الحساب على أدائنا في هذا الاختبار.

وجاء التكرار بنفس الصياغة: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185]، ليُعلن أنَّ الموت حق على الجميع مهما طال عمرُه، ومهما كان شأنه ومقامه، الكلُّ سيَموت إلا خالق الموت سبحانه؛ ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ [القصص: 88].

والموت وإن كان حقًّا لا مراء فيه، فإنه مصيبة؛ ﴿ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ ﴾ [المائدة: 106]، مصيبة على الميت؛ لأنه إن كان مُحسنًا فبقاؤه فيه مَزيد من الإحسان وموته هو إيقاف لإحسانه في الاختبار الموكل إليه، وإن كان مسيئًا فالموت يأتيه ليُنهي فرصته في التوبة والإنابة، وهو مصيبة على أهل الميت وأصدقائه، مصيبة وعبرة أيضًا.

جرتْ أعراف مُجتمعاتنا على مواساة أهل الميت بجملة "البقاء لله"، تلك الجملة بعظمتِها تليق بهول الموقف وعظمته.

البقاء لله.. إن كان الذي مات هو الذي يعولك ويرعاك، أو هو سبب سعادتك وصديقك الوفي، أو ابنك وفلذة كبدك وزينة حياتك، أو أستاذك الذي ربّاك.. فالبقاء لله الذي جعله سببًا في هذا، وهو سبحانه قادر على أن يعوِّضَك ما فقدتَه بموته.

إنْ كان الميت مظلومًا ومات قبل أن يسترد مظلمته ويرى العدل بعينَيه، فالبقاء لله العدل الذي لا يَظلِم الناس مثقال ذرة، وسيُعوِّضه بما أصابه خيرًا في الآخرة، والآخرة خير.

إنْ كان الميت ظالمًا ومات وهو في أوْج سلطانه، فالبقاء لله الذي توعَّده بالعذاب في الآخرة حتميًّا، حتَّى وإن ماتَ قبل أن يتذوق من ويلات ظلمه شيئًا، وكثيرًا ما يموت الظالم وفي حلقِه غصَّة ظلمِه يتجرَّعها ولا يكاد يسيغها، ثم يموت ليستكمل جزاءه في الآخرة جزاءً وفاقًا.

البقاء لله؛ فهو سبحانه أولى بطلب رضاه بدلاً من استجداء رضا بشر يفنون ويموتون، ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61]، كيف لمن يدرك أن البقاء لله أن يعصي الله إرضاءً لنفسه الأمّارة بالسوء والفانية مهما طال أجلها؟! كيف لمن يدرك أن البقاء لله أن يخالط نيته رياء أو عجب أو غرور؟!

كل الناس يُدركون أن البقاء لله وحده، فلماذا إذًا لا يتأثَّرون بتلك الكلمة عندما تتكرَّر على مسامِعِهم؟!
الحقيقة أنَّ هذه الجملة لن يتأثر بها إلا من يعرف الله حق المعرفة، كلمة (الله) يكون تعظيمها بقدر معرفتها، الله سبحانه الخالق البارئ المصوِّر، الجبَّار القهَّار المنتقم، الغفور الرحيم التواب العزيز المهيمن القوي.. ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر
: 28].

(البقاء لله) يمكن أن نعمِّمها لتُصبح شعارًا لحياتنا نتعايَش به، ونعمَل بمقتضاه؛ مما سينعكس على قلوبنا بالسكينة والتعلُّق بالله، وعلى جوارحنا بالاستقامة على أوامر الله

لـحـن 04-06-2023 04:38 PM

بارك الله فيك ونفع بِك ..
على طرح موضوعك القيم
وأسلمت الايادي ويعطيك العافيه
تقديري مع احترامي.

شقاوي 05-06-2023 12:57 AM

سلمت أناملك ع الطرح
وسلم ذوقكـ على حسن الانتـــــــقاااء
بـ إنتظآر جديدك وعذب أطرٌوحآتك
كل الوود

أمير المحبه 07-06-2023 04:10 AM

جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

ندووشاا 07-06-2023 09:20 PM

جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

لؤلؤه 16-06-2023 06:41 AM

جزآكم ربي كل خير
وجعل طرحكم بميزآن حسنآتكم يآرب

أميرة بطبعي 20-06-2023 08:18 PM

بارك الله فيك
وجزااك الله كل خير
موضوع رائع ومميز
عاشت الايادي دوم التالق
تحياتي

يحيى الشاعر 09-09-2023 05:44 PM

..


جزَآك آللَه خَيِرآ
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى



الساعة الآن 04:55 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير وارشفه وحمايه الموقع من استضافة تعاون