غُـــربـــَةُ روح....
واي غررربة اوجع من غربة رووح عانت و تألمت بكل ما فيها...
غررربة روح ...هي غررربة ...نعم غربة...لا تستغربوا !!!
فالروح غربتها قاسية... و مُرررةٌ كمُر العلقم و اشد مُراً
فان ظننتم ان الغربة هي فقط غربة وطن...فهي ليست كذلك فحسب...
غربة الوطن تمر مع مر السنين و تعود منها بكل سهولة يوماً ما...
فان كنت في غربة عن موطنٌ عانيت الم فراقه و مر غيابه..
فستعود يوماً لوطنك و ستنتهي كل تلك الألآم بمجرد ان تدوس على تربته...


اما
غُـــربـــَةُ روح....

هي غربة لاتحكى ولاتشكى و لا تُبكى...
فإن شعرت يوماً ان روحك اصبحت متخفية عنك
تناديها فلا تجيبك...تنتظرها طويلاً لتعود
لكنها تصبح متمردة ..فلا هي تعود و لا انت تكف الانتظار...
فتلك هي غربة روح


غُـــربـــَةُ روح....
تغتالنا فتشعرنا بقسوتها و نحن بين اهلنا و وطننا...


غُـــربـــَةُ روح....
تخطفُ اجمل ما نبتَ في داخلنا...فيجتاح تصحرٍ مريب تلك الاعماق..

غُـــربـــَةُ روح....

تشُل حركة مشاعرٍ كانت تفيض بمعانى الصدق و الامل...


غُـــربـــَةُ روح....
هي بعض من ذلك..بل هي كل ذلك و زيادة ....
هي وجودك و عدمك في آنٍ واحد...
هي ذاك الجزء الأهم من تكويننا الروحي...
تقطن في دواخلنا
فتغيب و تظهر ...و تنمو و تضمر...و تصحو و تغفو ...
و تكمن في اعماقنا روحاً غريبة عنا فلا هي منا و لا هي لنا...

غربتي ايها البشر... هي غربة تعانيها روحي الكسيرة الضائعة..
فأتحدث بلغة لا يفهمها احب من سكن قلبي...
و اصرخ بصوت لا يسمعه اقرب الناس لي...
و اذرفُ دموعاً لا ترى من قريب او من بعيد...
فأتألم الماً لا يشعر به احد سواي...
سوى تلك الروح التي تسكن غريبة في اعماقي....


غُـــربـــَةُ روح....
تجعلك لا تترقب شي ...سوى الألم...
تعيش يومك دون حلم تنتظره،
دون هدف تسعى اليه
و دون امل جميل تترقبه......،،،

فتلك الأحلام تبخرت تحت وطأة ذلك الواقع الكسير....
كتبخر امطار غزيرة بكل قطرةٍ فيها رغم نقائها و جمالها....
و تلك الأهداف انحصرت و تقيدت بألم دون جدوى...
كانحصار مسجون قُيد دون اي ذنب ارتكبه...
و ذاك الأمل الذي تلاشا كسراب لملمته شمس المغيب و رحل معها....

هكذا هي غربتي...بل هكذا هي غربة هذه الروح المتوجعه...
ابحث بين احبتي عن مشاعر تخلوا و تنعدم من شر الكذب....
و عن قلوبٍ يحتويها حبٌ بريء بصدق مشاعره الفياضه ....
فلا اجد سوى الجفاف و قحط المشاعر فأطوي على الظمأ بحزن.....

ما اقساها من غربة و كم تعاني تلك الروح من الآم....
فكم من المؤلم ان تعيش روحك غريبة تائهه ...لا تجد لها مكان تطمئن اليه و تستقر فيه
......

فروحي هي في غربة
فمع كل تلك و ذاك و هذا ...و اياً كان...،،،
الا ان شي واحد فقط يعيد تلك الروح لمستقرها...
فيوم ان اتجه بتلك الجبين و اسّلمُ تلك الروح المغتربة لرب السماء ...
فاسجد بكل نبض في قلبي لربٍ رحيم ..
فتناجي تلك النبضات بحزنها و ضيقها و كدرها و وجعها و المها...
فتصعد تلك الروح الغريبة بكل ما فيها اليه...الى الخالق جل في علاه...
فيكفيها ...يكفيها ان رباً غفوراً رحيماً هو حسبها و وكيلها...
فلا تعود تلك الروح الا وقد تلاشت عنها كل الألآم و الأوجاع...
فتعود الي كروح مستبدله ... هي روحي لكنها تعود روح جميلة نقيةٌ طاهرة...
فمن جعل الله وكيله كفاااه و زاده جمالاً ..


غُـــربـــَةُ روح....

هي غربة ان توجعت و تالمت بصحبتها
فاجعلها تتجه لمن اليه الخلائق حامدين...
تعانقها نظرات محلقةٌ لتلك السماء...حيثُ فيها رب غفور رحيم....
راجي عفوه و رضاه....
فعندها فقط ستعثر بكل تأكيد على حقيقتك المفقده و روحك الضائعه
فمعه لا تخيب نفسٌ توكلت عليه...و معه كل عسر يصبح يسير
و معه كل جرح مهما كان عميق يضمدُ و يطيب..

‏