ﺭُﺑَّﻤﺎ ﻟﻢ ﻳَﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒِﻚ ﺫﺍﺕَ ﻳﻮﻡٍ ﺃﻥَّ ﻫﺬﻩ ﺍﻶ‌ﻳﺔَ ﺳﺘﻜﻮﻥُ " ﻣﻮﺿﻮﻋﺎً ﻟﻠﺴّﺆﺍﻝ " ! ﺃﻭ ﺳﺆﺍﻼ‌ً ﻟﻠﻌِﺘﺎﺏ .. ﺃﻭ ﻟﻌﻠَّﻬَﺎ ﺳﺘﻮﻗِﻔُﻚَ ﻓَﺘُﻨﺎﻗِﺸُﻚَ ﺍﻟﺤِّﺴﺎﺏ .. ﻭﺗﻨﻀَﻢَّ ﻷ‌ُﺧﺘِﻬﺎ {ﻭ ﻗِﻔُﻮﻫُﻢ ﺇﻧَّﻬﻢ ﻣَﺴّﺆﻭﻟﻮﻥُ}! ﺮُﺑّﻤﺎ ﻟﻢ ﻳَﺨﻄُﺮ ﻋﻠﻰ ﻗَﻠﺒِﻚَ ﺃﻧَّﻬﺎ ﺗﺤﻤِّﻠُﻚَ ﺃﻣﺎﻧَﺔً؛ ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝُ ﻟﻚَ ﺍﻟﻠﻪُ: ﻛﻢ ﺃﻧﺖَ ﻗﺎﺩﺭٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘَّﻌﻠُّﻢ،ِ ﻓﻘﺪ ﺧَﻠَﻘﺖُ ﻓﻴﻚَ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐِ ﻭﻫﻴّﺄﺕُ ﻟَﻚَ ﻣﻦ ﺍﻟﻤِﻨَﺢِ ﻣﺎ ﻳَﺠﻌﻠُﻚَ ﺗَﻌﻠﻢَ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳَﻜُﻦ ﻳُﻌﻠﻢ .. ﺇﺫ ﺇﻧَّﻪُ ﻳﻮﺣﻲ ﻟَﻚَ ﺃﻧَّﻚَ ﺑَﺤﺮٌ ﻻ‌ ﺳﺎﺣِﻞَ ﻟﻪُ ﺑِﻤﺎ ﻭَﺿَﻊَ ﻓِﻴﻚَ ﻣﻦ ﺇﻋﺠﺎﺯِﻩ! ﻓﺄﻳﻦَ ﻣﻦ ﺇﻋﺠﺎﺯِﻩ ﺇﻧﺠﺎﺯُﻙ..؟! ﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪُ ﺍﻟﺴّﻠﻒ ﻭ ﻗﺪ ﺗَﻔَﻄَّﻦَ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ: "ﻟَﺌِﻦ ﻋَﻠِﻢَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻓﻴﻚِ ﺃﻧَّﻚَ ﻛُﻨﺖَ ﺑﺎﻟِﻐﺎً ﺑﻤﺎ ﻭَﻫَﺒﻚَ {ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻋَﻠﻴّﺎ} ﺛُﻢَّ ﺍﻧﺘَﻜَﺴﺖَ ﻋﻨﻪُ ﻟِﻌَﺠﺰٍ ﺃﻭ ﻗِﻠَﺔَ ﺳَﻌّﻲٍ ﻓﺈﻧَّﻪُ ﺳﺎﺋِﻠُﻚَ ﻋَﻤّﺎ ﻟَﻢ ﺗَﺼِﻠﻪ"! ﻟَﻘَﺪ ﻭَﺿَﻊَ ﻓﻴﻚَ ﻗُﺪﺭﺓَ ﺃﻥ ﺗُﺘﻘِﻦ "ﺃﺭﺑﻊ ﻟُﻐﺎﺕ" ﻓﻲ ﺃﻭّﻝ ﻃَﻔﻮﻟﺘﻚَ، ﻭﺗﺒﻠُﻎُ ﻣﺎ ﻓَﻌَﻠﻪُ - ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻧُﺼﻴﺮ - ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﺒﻌﻴﻦ ﻳﻮﻡَ ﻓَﺘَﺢَ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺛُﻢَّ ﺷَﻜَّﻞَ ﺟُﻴﻮﺵَ ﺍﻟﻔﺘﺢِ ﻟﻸ‌ﻧﺪَﻟُﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺜّﻤﺎﻧﻴﻦ! ﻟَﻘَﺪ ﻣَﻜَﻦَ ﻟﻚ ﺃﺳﺒﺎﺏَ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀِ ﻭﻟﻜﻨَّﻨَﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡَ ﺃﺷﺒﻪ ﺑِﻤَﻦ ﺍﻣﺘﻠَﻚَ ﺍﻟﺤَﺪﻳﺪَ ﺛُﻢ ﺍﻧﺘَﻈَﺮ ﺫﺎ ﺍﻟﻘَﺮﻧَﻴﻦِ ﺣﺘّﻰ ﻳَﺒﻨِﻲَ ﻟﻪُ ﺳﺪﺍً.. ﻓﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺳًﻮﻯ { ﺁﺗﻮﻧﻲ ﺯُﺑُﺮَ ﺍﻟﺤَﺪِﻳﺪِ } .. ﻭ ﻗﺪ ﻏﻔﻠﻮﺍ ﻋﻨﻪُ ﻷ‌ﻧَّﻬُﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ { ﻻ‌ ﻳﻜﺎﺩُﻭﻥَ ﻳَﻔﻘَﻬُﻮﻥَ ﻗﻮﻼ‌ً }! ﺗَﺨﻴّﻞ ﻣَﻌﻲَ ﻛﻴﻒَ ﻳَﻨﺘَﺒِﻪُ ﺍﻟﻐﺮﺏُ ﺍﻟﻴﻮﻡَ ﻟﻜﻞِّ ﺫﻟﻚَ ﻓَﻴﺘﻌﻠﻢُ ﺍﻟﻄﻔﻞُ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲّ ﺛﻼ‌ﺛﺔَ ﻋﺸﺮَ ﺍﻟﻒ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ " ٣-٦ " ﺳﻨﻮﺍﺕ .. ﺑﻴﻨَﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠَّﻢُ ﺍﻟﻄّﻔﻞُ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲُّ ﺛﻼ‌ﺛﺔَ ﺁﻼ‌ﻑِ ﻛﻠﻤﺔٍ ﻓﻘﻂ ؛ ﻣﻤّﺎ ﻳُﺸﻜّﻞُ ﻓﺎﺭﻗﺎً ﻣُﻬِﻤّﺎً ﻋﻠﻰ ﻣُﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺬَّﻛﺎﺀِ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲّ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻄّﻔﻞ ﺍﻟﻤُﺴﻠﻢ .. ﻭﻤﻦ ﺛَﻢَّ ﻟﺪﻯ ﺍﻸ‌ُﻣّﺔ.. ﻭﻟﺪﻯ ﻣُﺴﺘَﻘﺒَﻠِﻨﺎ ﺍﻶ‌ﺗﻲ ﻛُﻠﻪ ! ﻟﻘﺪ ﺃﺟﺮﻯ ﺍﻺ‌ﻧﺠﻠﻴﺰُ ﺩﺭﺍﺳَﺔً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄّﻔﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔِ ﺯَﻣَﻦِ ﺍﻟﺪّﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌُﺜﻤﺎﻧﻴﺔ؛ ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻄﻔﻞَ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌﻠّﻢ "50" ﺃﻟﻒَ ﻛَﻠِﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻠﻪ ﺍﻟﻌُﻤﺮﻳﺔ ﺍﻸ‌ﻭﻟﻰ .. ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻔَﻆُ ﺃﻟﻔﻴّﺔ ﺇﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺴّﻴﺮﺓ .. ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻭﻝُ ﻋﻤﻞٍ ﻟﻺ‌ﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺇﻟﻐﺎﺀُ ﺍﻟﻜَﺘَﺎﺗﻴﺐ!!! ﺍﻟﻤُﻠﻔِﺖُ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓَ ﺍﻺ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺷَﻜّﻠﺖ ﺃﻃﻔﺎﻟَﻬﺎ ﻋﺒﺮَ ﺑِﺪﺍﻳﺎﺕ ﻗَﻮﻳّﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌﻠّﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞُ ﻓﻲ ﺻِﻐَﺮِﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡَ ﺍﻟﺸّﺮﻋﻴﺔ ﺛﻢ ﻳﻨﺘﻘِﻞُ ﺍﻟﻰ ﻣﺤﺮﺍﺏ ﺍﻟﻄﺐِّ ﻭﺍﻟﻔَﻠَﻚ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴّﺎﺕ .. ﺛﻢ ﻳَﺒﺮﻉُ ﻓﻲ ﻓﻦٍّ ﻣﻦ ﺍﻟﻔُﻨﻮﻥِ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﻛُﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺃﻭّﻝ ﺍﻟﺸَّﺒﺎﺏ .. ﻭ ﻟﻘﺪ ﺑَﻠَﻎَ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﺗﻴّﻤﻴﺔ ﻣَﺒﻠَﻐﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻌِﻠﻢ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﻳﺎﻓِﻌَﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸَّﺒﺎﺏ! ﻭﺭﺃَﻳﻨﺎ ﺍﻟﻨَّﻮﻭﻱَ ﻳﻤﻮﺕُ ﻓﻲ ﻣُﻘَﺘَﺒﻞِ ﻋُﻤُﺮِﻩ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺒﻠُﻎ ﺍﻸ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ، ﻓﻴﺼﻨَﻊُ ﻟِﺤﻀﺎﺭَﺗِﻪِ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨِﻪِ ﻣﺎ ﻳَﻘِﻒُ ﺍﻟﻤُﺴﺘَﺸﺮِﻗﻮﻥ ﺃﻣَﺎﻣَﻪ ﻣَﺬﻫﻮﻟﻴﻦ .. ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞَ ﺇﻥَّ "ﺍﻟﻄﺒﺮﻱّ" ﻗﺪﻡَ ﻋِﻠﻤَﺎُ ﻟﻸ‌ﻣّﺔ ﻳُﻮﺍﺯﻱ ﺟُﻬﺪَ ﻣﺆﺳَّﺴﺎﺕٍ ﻋَﺸﺮَ ﺑِﻜُﻞِّ ﻃﺎﻗَﺘِﻬﺎ ﻭﻃﻮﺍﻗِﻤِﻬﺎ! ﻭﻇﻠّﺖ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺗَﻘﺘﺎﺕُ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢِ ﺍﻟﻤُﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥَ ﺍﻟﺘّﺎﺳﻊَ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻤﻴﻼ‌ﺩﻱ؛ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢُ ﻳُﺆﻣِﻦ ﺑِﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴّﻢ: "ﻟﻮ ﺃﻥَّ ﺃﺣﺪَﻫﻢ ﻭَﻗَﻒَ ﺃﻣﺎﻡ ﺟَﺒَﻞ ﻭﻋَﺰَﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﺯﺍﻟَﺘِﻪ ﻷ‌ﺯﺍﻟﻪ"! ﻷ‌ﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠَﻤﻪ { ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳَﻌﻠَﻢ }.! ﻫﻞ ﺗﻔﻄَّﻨﺖَ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪُ ﻗﻮﻟَﻪ { ﻋﻠَّﻢ ﺍﻺ‌ﻧﺴﺎﻥَ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳَﻌﻠَﻢ } ﻓﻲ ﺃﻭّﻝِ ﺍﻟﺘّﻨﺰِﻳﻞ .. ﻷ‌ﻧَّﻪُ ﻳُﺮﻳﺪُ ﻣِﻨﻚَ ﺃﻣﺮﺍً ﺟَﻠﻴﻼ‌ً ﻳَﻠﻴﻖُ ﺑﻤﺮﺗَﺒَﺔِ { ﺇﻧّﻲ ﺟﺎﻋﻞٌ ﻓﻲ ﺍﻸ‌ﺭﺽ ﺧﻠﻴﻔﺔ }! ﻟﻜَﺄﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥَ ﺍﻟﻴﻮﻡَ ﻳَﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨَﺘِﻨﺎ ﻭ ﻟﻢ ﻳَﺒﻠُﻎَ ﺣﺘّﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡَ ﺃﻥ ﻳَﻤُﺮَّ ﻋﻠﻰ ﻋُﻘُﻮﻟِﻨﺎ ..! ﻟﻜَﺄﻥَّ ﻗﻮﻟَﻪَ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻋﻠَّﻢَ ﺍﻺ‌ﻧﺴﺎﻥَ ﻣﺎ ﻟَﻢ ﻳَﻌﻠَﻢ} ﻳُﺘﻠَﻰ ﺗَﺮﺗِﻴﻼ‌ً .. ﻭﻋَﺠِﺰﻧَﺎ ﺃﻥ ﻧَﺘﻠُﻮﻩُ ﻭﻋﻴَﺎً ﻭ ﺗَﻤﻜِﻴﻨا

الموضوع الأصلي: ﺍﻟﻠّﺒﻨﺔ ﺍﻟﺮّﺍﺑﻌﺔ { ﻋﻠَّﻢَ ﺍﻺ‌ﻧﺴﺎﻥَ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻠ || الكاتب: نزف القلم || المصدر: منتديات غرام الشوق

www.gram-alshoog.com

منتديات | منتدى | منتديات غرام | منتديات عامه

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | برمجه | منتديات عامه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ