الموضوع: البقاء لله
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-06-2023, 04:37 PM
البرق يبرق والسماء تسحرالعين
برق الشمال غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
اوسمتي
الالفيه الثانيه سنابل العطاء شكر وتقدير وسام الترحيب 
 
 عضويتي » 53
 جيت فيذا » Oct 2020
 آخر حضور » 23-03-2024 (07:52 PM)
آبدآعاتي » 2,726
 المواضيع »
 الــــــــردود »
أتلقيت إعجاب » 423
أرسلت إعجاب » 346
  النــقــاطــ » 2899
 حاليآ في » في جده
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مزاجي  »  5
 التقييم » برق الشمال has a reputation beyond reputeبرق الشمال has a reputation beyond reputeبرق الشمال has a reputation beyond reputeبرق الشمال has a reputation beyond reputeبرق الشمال has a reputation beyond reputeبرق الشمال has a reputation beyond reputeبرق الشمال has a reputation beyond reputeبرق الشمال has a reputation beyond reputeبرق الشمال has a reputation beyond reputeبرق الشمال has a reputation beyond reputeبرق الشمال has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
لله يحفظك من صواديف الايام ياواحد عندي تساوي عيوني
 
افتراضي البقاء لله



ما منا من أحدٍ إلا وسيموت، هذه حقيقة من الوضوح والجلاء بما لا يدع مجالاً للنقاش أو للتوضيح، كل البشر باختلاف أجناسهم ودياناتِهم وأفكارهم يُدركون أنهم سيَموتون، نعم هم مختلِفون في تفسير ما بعد الموت، لكنهم بالإجماع متَّفقون على وجود الموت.

الإسلام بشمولية منهجِه لم يترُك لنا مسألة الموت بدون تفسير وتوضيح، فجاءت آية: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ ﴾ [الملك: 2] تُخبرنا أنَّ وجودنا في الدنيا هو ابتلاء واختبار، وأنَّ الله أوجد الحياة بمقوِّماتها كإطار زمني خاصٍّ لكلٍّ منَّا في هذا الابتلاء، والموت بعِبَره ودُروسه كنهاية لمرحلة الاختبار هذه، وبداية مرحلَة الحساب على أدائنا في هذا الاختبار.

وجاء التكرار بنفس الصياغة: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185]، ليُعلن أنَّ الموت حق على الجميع مهما طال عمرُه، ومهما كان شأنه ومقامه، الكلُّ سيَموت إلا خالق الموت سبحانه؛ ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ [القصص: 88].

والموت وإن كان حقًّا لا مراء فيه، فإنه مصيبة؛ ﴿ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ ﴾ [المائدة: 106]، مصيبة على الميت؛ لأنه إن كان مُحسنًا فبقاؤه فيه مَزيد من الإحسان وموته هو إيقاف لإحسانه في الاختبار الموكل إليه، وإن كان مسيئًا فالموت يأتيه ليُنهي فرصته في التوبة والإنابة، وهو مصيبة على أهل الميت وأصدقائه، مصيبة وعبرة أيضًا.

جرتْ أعراف مُجتمعاتنا على مواساة أهل الميت بجملة "البقاء لله"، تلك الجملة بعظمتِها تليق بهول الموقف وعظمته.

البقاء لله.. إن كان الذي مات هو الذي يعولك ويرعاك، أو هو سبب سعادتك وصديقك الوفي، أو ابنك وفلذة كبدك وزينة حياتك، أو أستاذك الذي ربّاك.. فالبقاء لله الذي جعله سببًا في هذا، وهو سبحانه قادر على أن يعوِّضَك ما فقدتَه بموته.

إنْ كان الميت مظلومًا ومات قبل أن يسترد مظلمته ويرى العدل بعينَيه، فالبقاء لله العدل الذي لا يَظلِم الناس مثقال ذرة، وسيُعوِّضه بما أصابه خيرًا في الآخرة، والآخرة خير.

إنْ كان الميت ظالمًا ومات وهو في أوْج سلطانه، فالبقاء لله الذي توعَّده بالعذاب في الآخرة حتميًّا، حتَّى وإن ماتَ قبل أن يتذوق من ويلات ظلمه شيئًا، وكثيرًا ما يموت الظالم وفي حلقِه غصَّة ظلمِه يتجرَّعها ولا يكاد يسيغها، ثم يموت ليستكمل جزاءه في الآخرة جزاءً وفاقًا.

البقاء لله؛ فهو سبحانه أولى بطلب رضاه بدلاً من استجداء رضا بشر يفنون ويموتون، ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61]، كيف لمن يدرك أن البقاء لله أن يعصي الله إرضاءً لنفسه الأمّارة بالسوء والفانية مهما طال أجلها؟! كيف لمن يدرك أن البقاء لله أن يخالط نيته رياء أو عجب أو غرور؟!

كل الناس يُدركون أن البقاء لله وحده، فلماذا إذًا لا يتأثَّرون بتلك الكلمة عندما تتكرَّر على مسامِعِهم؟!
الحقيقة أنَّ هذه الجملة لن يتأثر بها إلا من يعرف الله حق المعرفة، كلمة (الله) يكون تعظيمها بقدر معرفتها، الله سبحانه الخالق البارئ المصوِّر، الجبَّار القهَّار المنتقم، الغفور الرحيم التواب العزيز المهيمن القوي.. ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر
: 28].

(البقاء لله) يمكن أن نعمِّمها لتُصبح شعارًا لحياتنا نتعايَش به، ونعمَل بمقتضاه؛ مما سينعكس على قلوبنا بالسكينة والتعلُّق بالله، وعلى جوارحنا بالاستقامة على أوامر الله

الموضوع الأصلي: البقاء لله || الكاتب: برق الشمال || المصدر: منتديات غرام الشوق

منتديات | منتدى | منتديات غرام | منتديات عامه

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | برمجه | منتديات عامه





 توقيع : برق الشمال

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس