الموضوع: " هدايا القدر "
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 27-03-2023, 02:29 AM
شقاوي متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
اوسمتي
اداره متميزه رواد الادب الالفيه الثالثه والعشرون جواهرغرام الشوق 
 
 عضويتي » 245
 جيت فيذا » May 2022
 آخر حضور » يوم أمس (06:00 PM)
آبدآعاتي » 23,959
 المواضيع »
 الــــــــردود »
أتلقيت إعجاب » 4139
أرسلت إعجاب » 3624
  النــقــاطــ » 10117
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مزاجي  »  1
 التقييم » شقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond reputeشقاوي has a reputation beyond repute
ام ام اس ~
MMS ~
 
افتراضي " هدايا القدر "











" هدايا القدر "


وما بين المتباينين إلا يقين بذاك المصدر الذي منه ينبثق ذاك الخير والشر ،
الشر في نظر من يتلقى تلك الهدايا كونه لا يرى غير الظاهر من الأمور ،
وفي حقيقتها خير ينال ذلك المنكوب ، ولن ينجلي حقيقته إلا بعد حين ،

من ذلك كان الإيمان بالقضاء والقدر ليستحضر الإنسان ماهية ذلك الإيمان
إذا ما نزل في ساحة العبد المحن والبلاء ،

الإنسان إذا عاش حياته مع الله وقد آمن بقضاء الله ،
وبأن كل شيء قد أبرم في كتاب نزلت السكينة على قلبه وروحه ،
فواسى بذلك جروحه ،

يبكي ولكن من غير اعتراض ،
يذرف الدموع ولكن من غير نواح ولا دعوة جاهلية ،
ولا شق جيوب ، ولا لطم وجوه .

وما غالب تلك الهدايا غير هدايا ما لنا عليها اختيار بل نحن مسيرون فيها ،
من هنا لزم علينا الصبر وتقبلها من غير ضيق ولا ضجر يذاع ، فذاك من كمال الإيمان ،

تحضرني قصة ذلك العالم العماني _ لا يحضرني اسمه _ عندما مات له ولد ،
وفي صباح يوم العيد ذهب بثيابه القديمة ولم يتزين ،
وفي منتصف الطريق أخذ يحدث نفسه ويقول :

لو سألك الله تعالى يا فلان لم لا تتزين في يوم عيد ؟!
هل أقول له أنك قتلت ابني !!!

" فرجع بيته ولبس ثوبه واستغفر ربه " .


لنستحضر تلك الهبات التي لا حصر لها لنعقد تلك المقارنة بينها
وبين ما ينتابنا من منغصات ،ليكون الشكر يلهج به اللسان
ويُصّدقه الجَنان ، وبذلك تنجلي الهموم ، وتنقشع الغمام .

لا ولن تنقطع تلك الهدايا ما كانت الروح حبيسة الجسد ،
وذاك يقين وجب على الماضي على ظهر هذه الحياة أن يعيش يومه
على توقع الخير مهما خالط ذلك كئيب المعطيات ،


" فلن يستطيع الحياة من عاش على الغوص في الهدية التي يبديها القدر إذا كانت مغلفة بما يدمي القلب ، ويدمع العين على الأثر " .

ما يكون حسن الظن بالله إلا طريقا نتقبل به تلك الهدايا خيرها وشرها ،
شرها في ظاهر ما يتبادر لذهن ذلك المرء وهو الخير في ميزان وعلم الله ،
ولا يكون المرء متربعاً تلكم الدرجة مالم يعرف ويتعمق في معاني اسماء الله الحسنى التي منها يتعرف عن صفات من أخضع له رقبته ،
وسلم له أمره طوعاً وكرها !

وكم من عبارات يُطلقها البعض تخرج من أفواه المتذمر
لا يقصد بها اعتراضا غير أنها تخرجه عن الصواب فمنها :

- بأن الله كتب لهم فعل المعاصي .
- أن الله كتب له الشقاء .
- أن الله كتب له النار .

" بينما الاختيار جعله له ليختار أي النجدين يختار " .


﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ .









الموضوع الأصلي: " هدايا القدر " || الكاتب: شقاوي || المصدر: منتديات غرام الشوق

منتديات | منتدى | منتديات غرام | منتديات عامه

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | برمجه | منتديات عامه





 توقيع : شقاوي






رد مع اقتباس