الموضوع: فتنة الحب
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 16-12-2020, 01:54 AM
ملكة الحنان غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
وسام الالفيه الثانيه والعشرون سنابل العطاء حضوروافر 
 
 عضويتي » 49
 جيت فيذا » Oct 2020
 آخر حضور » 13-10-2022 (07:39 AM)
آبدآعاتي » 26,577
 المواضيع »
 الــــــــردود »
أتلقيت إعجاب » 2372
أرسلت إعجاب » 2835
  النــقــاطــ » 4653
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مزاجي  »  4
 التقييم » ملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
معطيها ربي جمال قاطفٍ ثمره
‏متعزلٍ كن عودها عود ريحاني
ام ام اس ~
MMS ~
 
فتنة الحب



فتنة الحب

هبّ الرجل قائماً ماداً يده لمصافحة الشيخ قائلاً له :

حفظك الله أيها الشيخ الفاضل والكريم وجعلك الله من عباده المتقين ..
لقد تعدى الليل المنتصف وإنى أدين لك بنصيحتك وأشكر لك حسن ضيافتك ..

فقال له الشيخ :
أيها الرجل الحزين : أنت لم تُخرِج مابداخلك من آلام وأشجان ولم أبدد عنك مايعتريك من أحزان
وما زالت بك حسرة ومرارة ولهذا سنظل معاً حتى يلوح الفجر للآذان ..

نظر الرجل إلى الفضاء الفسيح الذى أمامه وقد دخل فى قلبه الفرح والسرور فلقد وجد فى الشيخ الحكيم ضالته للإفصاح له
عما يدور فى خلده وبصيرته ..

ثم قال له : أأشق عليك أيها الشيخ إن قلت لك هيا نسير بين هذه الهضاب وتلك التلال .. ؟
فرحب الشيخ بما قال ..

وما أن تركا الأشجار والنخيل وأصبحا فى العراء فى وادٍ من أودية الصحراء التى ملأها القمر نوراً وضياء وإذا بهما بشابٍ
لم يتجاوز العشرين جالساً على أحد الكثبان متيّمٌ ولْهان ..

لم يشعر بهما إلا بعد أن أقبلا عليه وألقى الرجل السلام عليه .
وقال له :
أيها الشاب الفتىّ : أ فاض قلبك بمحبة الله وامتلأ عقلك بذكر الله .. ؟ فغاب حسك عنا .. !!
فنظر الشاب إلى الرجل نظرةَ خجلٍ وانكسار .. وارتعدت فرائصه .. وأطبق أوراقه وهو يرمق الشيخ الذى كان يتأمله وبنظراته يتفحصه ..
ثم رد السلام واستدار وترك المكان ..

اتجه الرجل إلى الشيخ بعينيه ينظر إليه .. وقد بدَت عليه علامات الدهشة والإعجاب .. !!

فأزال الشيخ عجبه ودهشته حين قال له :

إنها يا أخى : الفتنة والإفتتان التى سرت وتسرى فى هذا الزمان ..

إنها الفتنة التى تولدت من اختلاط الفتيات مع الفِتيان ..

والتى فشت بين دول الإسلام من هواجم وأخطاء الآراء وشوائب البدع والأهواء
فنجم عنها عدم الإستقامة على شرع الله وعدم التمسك بمنهج الله ...

إنها يا أخى : فتنة الحب ..

فلقد رأى فيها المنافقين وأعداء الدين بأنها أعتى سهماً وأمْضى سيفاً يصيبون به المسلمين ..
فأغرقوهم فى بحارها وأولجوهم فى غياهبها وقيعانها
وكالوا لهم منها بكل جديد . وبما ينأى عن تعاليم الإسلام ببعيد .. !!

عاثوا بعقولنا وعقول شبابنا كما شاءوا وهاموا بفكرنا كما أرادوا

ولا من ناصرٍ أو نصير .

الفتى الذى رأيناه يا أخى .. لا يناجى الله : بل : يناجى محبوبته ..

وقلبه لم يفِض بحب الله : إنما هام وجداً بها . وتحرّق شوقاً لها ..
لم يمتلىء عقله بذكر الله : بل ذاب ولَهاً للقياها .. والتمتع برؤياها ..

فجلس فى هذا الوادى يتنعم بنعم الله ..

ويسطر ويناجى مخلوقاً من عبيد الله .. بل وغيره الكثير من الفتيان والفتيات أحاطوا هذه الفتنة بالعناية
والرعاية فترعرعت وأزهرت فى قلوبهم وتغلغلت فى نفوسهم حتى ملكت أبدانهم وأرواحها وقلوبهم وخواطرها وعيونهم ونواظرها
وأصبح التخلص منها بعيد المدرك متوعر المسلك ..

ألا ترى يا أخى :

هذا الصراع والإبداع الذى أبدعوه فيها شعراءنا وأدباءنا ..

ألا ترى :

تدوين وتصنيف كتّابنا الذى طفحت منه المؤلفات والمجلدات وهذا السبق والتسابق الذى عجّت به الكتب والمجلات والروايات ..

ألا ترى :
الغناء والتمثيل والسفاهة والإنحطاط فى وسائل علمنا وتعليمنا المرئية منها والمقروءة والمسموعة ..

*****
الحب فى ذاته يا أخى ..

من الصفات الجميلة والنبيلة .. ولكنّ أصدق الحب هو : حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
وأحسنه هو :

حب الصحابة والتابعين ..
وأجمله : حب الوالدين والأقارب .. وأعظمه : حب الجهاد ..
وأروعه :

حب التوبة .. وأذمه وأقبحه : حب الدنيا وفتنتها ..

*****

يا أخى :
إن الزلات تجرى مع الأنفاس والنفس بالسوء أمّارة تارة وتارة ..

أنظر إلى قصة سيدنا يوسف عليه السلام وخذ منها العظة والعبرة والإعتبار :

امرأة عزيز مصر .. أحبت سيدنا يوسف عليه السلام

{ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً }

فتنة الحب .. فتنتها .. فماذا نجم عنها .. ؟

أوْدت بها إلى أن راودت نبى الله إلى الضلال والغواية ..
أقدمت على الرذيلة ودفعت بها إلى البعد عن الفضيلة ..
تهيأت له وأغلقت الأبواب وجذبته من ثوبه وحاولت إغراءه وإكراهه ..

{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ }

امتنعت عن قول الحق واتباع الصدق .. و
كذِبت وادّعت زوراً وبُهتاناً بأن سيدنا يوسف أراد بها سوءاً ..

شرعت فى الغدر والخيانة وأصدرت حكماً ظالماً

وخياراً جائراً أدخلت به نبى الله السجن لبضع سنين ..

{ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

عاودت وأصرت على إثمها وخطيئتها .. ث
م أدركت خطأها وذنبها .. فآبت وأنابت وتابت إلى الله ..

وبماذا عزَت ما اقترفته ..

عزَت ما اقترفته من جُرمٍ إلى النفس الأمارة بالسوء

وقالت :

{وَمَا أُبَرِّئ نَفْسِي إِن النفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِن رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

*****

لاتقل من أين أبدأ فطاعة الله هى البداية
.. لاتقل أين طريقى فشرع الله هو الهداية

لاتقل أين نعيمى فجنة الله كفاية

.. لاتقل غداً سأبدأ فربما تأتى النهاية

.

الموضوع الأصلي: فتنة الحب || الكاتب: ملكة الحنان || المصدر: منتديات غرام الشوق

منتديات | منتدى | منتديات غرام | منتديات عامه

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | برمجه | منتديات عامه





 توقيع : ملكة الحنان


رد مع اقتباس