الموضوع: " من أكون "
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 13-06-2023, 08:13 AM

مُهاجر غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
اوسمتي
الالفيه الخامسه ملوك الحصريات رواد الادب شكر وتقدير 
 
 عضويتي » 356
 جيت فيذا » Jun 2023
 آخر حضور » 26-09-2023 (12:59 PM)
آبدآعاتي » 5,250
 المواضيع »
 الــــــــردود »
أتلقيت إعجاب » 60
أرسلت إعجاب » 11
  النــقــاطــ » 5860
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مزاجي  »  1
 التقييم » مُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond repute
 
افتراضي " من أكون "



السلام عليكم سادتي الأكارم /

كم يسير الواحد منا في مناكب الأرض ،
غير أنه يسير وذاته قد فارقته وانفصلت عنه !
وبذلك تراه يبحث عنها في أعين ، وألسن من يحيطون به
من أهل وأصدقاء ، وجيران حتى يتجاوزهم ليشمل الأعداء !

ويبحث عنها في يقظته ونومه ، في انجازاته ،
وهواياته ومبادئه ، يبحث عن ذات مطمئنة ،
غير أنه متخبط في بحثه ، فوقود سعيه إحباط
بطعم اليأس ولولا ذلك لوجدها ،

فحقيقة الذات لا تكون من صناعة الذات ،
كونها تأتمر بأمرك ، فهي عجينة أنت من تشكل ماهيتها ،
وأنت من يحدد عناصرها وكنهها ، وأنت من تغذيها ،

إما بالشك ، والحزن ، والفشل ، وإما باليقين ،
والسعادة ، والنجاح ، فمن هنا كان لزاماً أن يكون المرء ذاته ،
ليعرف هويته ومن يكون ، ومن هنا نعلم ضرورة ،

وجود الإنسجام الداخل بالخارج ،
وسماع ما يصدح به الداخل ، ليكون فهم الذات
هو المحرك والباعث لمعرفة ما يحيط بنا في
خارج محيطها .

" فلا يزال الكثير من الناس يبحث عن الأمان وهو جاهل
بحقيقة ذاته ! فأنا يكون له ذلكَ الأمان " ؟!


نخلع عن جسد سعينا ثوب التذمر والتقهقر ،
فالنفس تراود الإرادة عن نفسها لتصرفها عن بذلها ،
لتكسر بذلك مجاديف المحاولة ، وما كان لصادق النية ،

أن يجعل من تلك المحبطات أن تنال من عزيمته ،
فهو قد نذر نفسه لدرك ما يعيش لتحقيق من هدفه ،
فهما طريقان لا ثالث لهما يعيش على طرفيهما ،
إما موت يحول بينه وبين تحقيقه ، وإما فوز بتحقيقه ،
وبين هذا وذاك تكون الثقة بالذات هي سر النجاح والفلاح .

كيف ؟
ولماذا ؟
ومتى ؟

ما كانت لتلكم التساؤلات أن تبرز في قلب ،
أو تقدح في فكر إلا وكان فراغا يغري تهافت
تلكم التساؤلات ، وإذا قلنا حب الفضول لمعرفة المجهول ،
وما عنه سكت يكون تجوزا منا من أجل أن نقف ،

ولو على محض افتراض على نقاط الإختلاف ،
فلكل إنسان وسائله الخاصة للبحث ،
فمنهم من يبدأ خطوة البحث من حيث يكون الإتفاق
في أي قضية ، ومنهم من يلجأ لجوانب النزاع والخلاف ،

كي يكون محايدا في بحثه كي لا بنجر إلى تجاذبات العاطفة ،
وما يشده إلى الإقناع والإقتناع من تلكم التراكمات ،
التي تربى عليها من ضرورات الإيمان التي هي قطعية الثبوت ،

وما كانت لِقَدمٍ أن تزل لولا الإبحار في علومٍ لا يعي ،
ولا يعلم مدى عمقها ولا يدري مداها ذلكَ الإنسان،
وليت من يسعى للبحث عن الحقيقة يبقي ما نشأ عليه ،
وترسخ في قلبه وعقله من إيمان وهو يشق طريق البحث ،
بحيث إذا ما طالت عليه المدة ، والمسافة تبقى تلكم العوالق
من الإيمانيات له طوق نجاة وسراج هداية للرجوع ،

أما من خلع ما اعتنقه من مبدأ ومنهج حياة ،
ومخر لجج البحث ثم صعب عليه الوصول لهدفه ،
يبقى وسط الطريق يخبط خبط عشواء ،
وقد ضل الطريق ليموت في بحر عميق ،

ليموت موت غريق ، فمن هنا وجب أن تبنى
الشخصية على احترام الذات ومعرفة ما يحييها ،
وما يقويها ، كي لا تكون عرضة للتقلبات ،
وخاضعة لكل المغريات .

البعض يستمد شخصيته ويستجدي معرفة ذاته
من خلال اذابتها في مكونات غيره !
ليكون مسخا لشخصية لا تناسب شخصيته ،

ليعيش في عالمه وهو يعاني من انفصام في شخصيته ،
بذلك يبقى في هذهِ الحياة يتنفس من رئة غيره ،
كافر بقدرته على إيجاد ذاته بين ذوات غيره ،
والمخرج بيده وما عليه غير إيجاد ما يعيد
به ذاته لجسده .


غالب المخالفات المؤدية للمهلكات ، تلكم التصرفات
التي تبقي العقل خارج نطاق تغطية الفعل ،
لتكون العاطفة هي المسير والمسيطر ،

فبذاك تكثر الأخطاء وتتكاثر الإخفاقات ،
فما أودع الله العقل في البشر إلا ليتدارك به الخطأ ،
والخلاص من الخطر إلا أن يكون مقدرا ،

وقد كتب قدرا على الأثر ،
فالعقل ما جعل إلا مناط تكليف ،
وهو المرشد والقائد بحيث يخلع من الإنسان
نظارة القصور عن إدراك المخاطر ،

وما ينتج من تصرفات لا يتصرفها إلا معتوه ومجنون ،
فمن ذلكَ كان لزاماً من توافق وتلازم في القول والعمل
مع اشتراك العقل مع القلب ، ليكونان في موضع
التشاور والتناصح .

عندما نخاطب ... نُخاطب من دان قلبه وكنهه لله ،
فكان حثيث سعيه ، وفعله وقوله ، وأخذه وتركه ،
وحركته وسكونه يراقب المولى حتى في أنفاسه ،

فذاك نصحنا له ما هو إلا تذكير للاستمرار في ذلكَ الطريق ،
والثبوت عليه ، أما الصنف الآخر فقد أبهرته الحياة ،
وما اكتنفها من مغريات ليبتعد بذلك عن ما يحرك قلبه
من همس الإيمان ، وما يناغي الوجدان ،

فذلك الإنسان جعل بينه ، وبين خطاب الإيمان محل تراخي وشد ،
فهو بين حياء من نظرة الغير وبين رفض ،
كونه وجد الإنفلات من قيود اللوازم ،
والواجبات سر الحياة !

فهو يحب عيش المنفتح الذي تستهويه الحرية
حاله كحال الطير الطليق ، فهذا الذي يحتاج أن يجذب
من خلال ما ينجذب إليه ويغريه ،
فكان الطعم هو الحث على الإستماع ،
الى صوت الذات التي قيدها بقيد الإهمال والإحتقار ،

فبذلك يكون الرجوع لجادة الطريق ،
فكم في الطريق من متساقط ؟!
محطمة ذواتهم ، مشوهة معالمها ،
تنتظر من ينفض عنها ذلكَ الغبار المتراكم ،
الذي شوَّه جمالها ، ونقاء حقيقتها .

قد ينكر الإنسان ذاته ، وقد ينفي عنها انتسابه ،
ولو أن حقيقة أمرها تطرق عليه بابه ،
وفي أفضل الأحوال لعله يجاريها ،
ويلبس عليها ذاتا مزيفة !

ليُسكت تلك الفطرة التي تستدعي إلتحاق الذات بالجسد ،
وما على الإنسان في حال غياب الإحساس في فهم الذات ،
إلا ليعلم بذلك أصل حقيقتها ، وما يريده في الحياة
أن يستقر على المبدأ ، وأن يخضع الذات لما يريده منها ،

لتكون رهينة أمره ونهيه ،
ولا يضار الخصام والخلاف مع الذات ،
ويبرز الاستقرار إذا ما كان للإنسان هدف في الحياة ،
ليصب اهتمامه لتحقيق ذلك الهدف ،
الذي يأمل أن يكون واقعاً يلامس أرض تطلعاته ،
وإذا ما على صوت الخلاف تبرم ورقة اتفاق ،
أن نعيش مع الذات حياة المهادنة والسلم
والسلام .

وجب علينا أن نثق بأنفسنا وذلك بجعل بينها ،
وبين المثبطين جدارا محفوظا ،
يحفظنا من تلكم الرسائل السلبية التي توقفنا
عن العطاء والبذل ،

ولابد أن نجعل شحنة ووقود البذل تأتي من ذواتنا ،
كي تضمن الوصول لغاياتتا ، فالناس يتفاوتون
في ردات أفعالهم ،

لهذا نترك تلك الأمزجة ،
ونكون من أنفسنا أقرب .


مُهاجر

الموضوع الأصلي: " من أكون " || الكاتب: مُهاجر || المصدر: منتديات غرام الشوق

منتديات | منتدى | منتديات غرام | منتديات عامه

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | برمجه | منتديات عامه






رد مع اقتباس