مقابله بين شهر رمضان وبين المسلمين شهر رمضان والناس
بسم الله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السلام عليكم ـ أيها الناس ـورحمة الله وبركاته
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أعود إليكم شهرا كاملا بعد غيابي
ومن أنت أيها السيد الوقور ؟
ـ أناضيفكم الراحل ، وزائركم المؤقت ، وناصحكم الأمين ، أنا ركن من أركان الإسلام ، وقبس من نور الإيمان أهلاً وسهلاً بكَ ،
ما اسمك أيها الضيف الزائر ؟
اسمي رمضان، ابن الزمان ، وحفيد الأيام ، و أخو شعبان ـ كم يبلغ عمرك؟ عمري يقرب من ألف وأربعمائة وأربعة وثلاثون عام 1434هـ
من أين أتيت
أتيت من عند الرحمن ،الذي خلق الإنسان ، وعلمه البيان ـ أين تسكن؟ يا حضرةالفاضل المحترم
اسكن في قلوب المؤمنين ، وفي ديار المتقين ،وبجوار المحسنين
هل تعاني من أزمة السكن كما نعاني منها نحن هذه الأيام؟ ـ نعم ، لقد مررت بكل بيت وحللت في كل منزل ،ودفعت أغلى الأثمان ، فكان أن طردني البخلاء الأشقياء ، وتجاهلني الأغنياءالأذلاء ، وعبس في وجهي التعساء الجهلاء ، ولكني لم أيئس ، فقد بحثت عمن يحبونني من المؤمنين المحسنين ، والأتقياء الصالحين ، فوجدتهم ينتظرون لقائي ويستعدون لاستقبالي
وكم تقيم عندنا ؟
أيام معدودات ،تسع وعشرون أو ثلاثون .
ماهي مهنتك التي تمارسها في ديار الإسلام ؟
مهنتي هي الزراعة والصناعةوالطب والتعليم أما الزراعة : فإنني أغرس الإيمان في القلوب ، وأزرع المحبة في النفوس ، وابذر الأخلاق في الطباع ،واسقيها بماء الطهر والإخلاص ، وأغذيها بشهد الفضيلة والإحسان ، فتنبت كل معاني الخير والاطمئنان ، ونجني ثمار الفلاح والنجاح ، كما أنني أنزع شوك الحقد والغل والبغض من الصدور ، وأقلع جذور الفساد والغش والحسد من النفوس فتنتج المحبة والمودة والإخاء .
ما أجمل هذه الزراعةوما أبركها ،
وما هي صناعتك التي تمارسها
إنني أصنع الأجسام القوية ، والنفوس الأبية ، والأرواح الزكية ، وأصل ما تقطع بين الناس من أوصال ، وأجمع ما تفرق من أشتات ، وأصهر الجميع في بوتقة العدل والمساواة ،فأنتج الأبطال الأقوياء، والرجال الأشداء على الأعداء الرحماء فيم بينهم .
يا لها من صناعة تدفع الأمة إلى الجهاد الذي به تقودالعالم إلى الخير
وما هي تجارتك ؟
تجارتي لن تبور ، فأنا أعطي الحسنات وأمحو السيئات ، فمن تعامل معي .. ربح الجنة وفاز بالحياة ، ومن تنكر لي وغش .. خسر البركةوالخيرات .. وحبطت أعماله ، وكان من أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فماربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين.ـ وما هو طبك؟
إنني أداوي الأجسام السقيمة ، والنفوس المريضة ، والعقول التائهة .. فأبعد عنها كل ضعف وشح وشرك ، وأطهرها من أدران المادة ومن جراثيم الفساد والضلال .
وماذا عن أدويتك وعلاجك ؟
أدويتي هي الصيام والقيام وذكر الديان والعمل على طاعة الرحمن .
وماذا تعلم الناس ؟
أعلمهم أن يسلكواطريق الرشاد ، وأعودهم الجود والإحسان والرحمة والتسامح والأمانة والوفاءوالصدق والصبر والتعاون والإخلاص .
لقد عرفناالكثير من مزاياك وازداد شوقنا إلى حديثك المفيد، وكلامك الرشيد ، فهل لناأن تزيدنا من علمك وتعرفنا على مزيد من فوائدك ؟
ـنعم ، أنا شهررمضان الذي أنزل فيه القرآن ، أنا شهر التوبة والغفران ، أنا في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ،من حرمها فقد حرم الخير كله ، ولا يحرم خيرها إلا محروم.