يقول ابن خلدون في مقدمته:
"إن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه
وهذا يعني أن الإنسان فطر
على العيش مع الجماعة
والتعامل مع الآخرين
ولا يقدر العيش وحيدًا
منعزلًا عن الناس
مهما توفرت له سبل الراحة والرفاهية"..
إذاً فإن الإنسان لا يستطيع
العيش مفردًا
فهو بحاجة ماسة وضرورة
ملحة لأخيه الإنسان
بتكوين العلاقات وبناء
الصداقات السوية
أما بالتواصل
أو التعامل المباشر
أو العيش أو السكن
والفطرة السليمة تستهجن
الانطواء وتأبى الانعزال التام.
والأجمل من ذلك كله
إذا تفارقت الأبدان
فإن الجانب الخلقي يبقى
ولا يذهب بعد الفراق
بتذكر محاسن الطرف الآخر
وستر عيوبه وعدم نسيان فضله
وهذه قاعدة من القواعد
السلوكية الأخلاقية النبيلة
التي تدل على عظمة هذا الدين
وشموله وعظمة مبادئه..
ومن رحمة الله جل وعلا
أن جعل النسيان أمرٌ جِبِلّي
ليس بوسع الإنسان دفعه
إلا أن ديننا جاء بالتأكيد
على عدم نسيان الفضل
والمراد به هنا الإهمال
وقلة الاعتناء بالطرف الآخر.
في حياتنا صنوفاً
من العلاقات البشرية
كالعلاقة الزوجية أو علاقة
قرابة أو علاقة مصاهرة
أو علاقة وظيفة وعمل
أو علاقة صداقة وزمالة
أو علاقة مع جيران
أو غيرهم..
لذا حثنا ديننا بضرب أروع
الأمثلة في الوفاء
وحفظ العشرة
بقاعدة جميلة في تعاملات حياتنا
"ولا تنسوا الفضل بينكم"..
لحفظ الحقوق
وتصافي القلوب
والتخلص من الضغائن
والأحقاد وأغلال النفوس.
إذا عرف الناس الفضل فيما بينهم
سهُل على المذنب الاعتراف بالذنب
وسهل على من له الحق أن يعفو
بخلاف ما إذا أصبحوا
لا يتنازلون عن حقوق ذواتهم..
ليبقى الود نهرًا مطردًا
لابد أن تصاغ العلاقة
الإنسانية بلون حضاري
وأخلاقي وديني.
قال الله تعالى:
(وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ
إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
طرح رائع كروعة حضورك
اشكر ك علي روعة ماقدمت واخترت
من مواضيع رائعه وهامة ومفيدة
عظيم الأمتنان لكَ ولهذا الطرح الجميل والرائع
لاحرمنا ربي باقي اطروحاتك الجميلة