* لـ نفْترض انّك كفيف , وعُكّازك فقدته في الزّحام .
* ولنفْترض أيضاً أنك وحيداً لاَ تسمع بجاَنبك زفيرُ عاَبرٍ .
( ماذاَ أنت فاَعلٌ ؟ )
1- ستنتظر الصّباح وتُخبر نفسك : أنّه رُبّما قد يعْبر أحدهم صُدفة ف يساعدك على النّهوض .
2- أم ستبْحث عن طريقٍ بنفسك ولاَتهتم لأي عاَئق قد يُصاَدفك فجْأة ورُبّما قد تتعثّر وتسقط ألف مرّة .
المُحصّلة ..
في الأولى :
قد تأتيك النّجدة من أحدهم وقد لاَتأتيك , لكن في الوقت الذي تبقى فيه مُنتظراً سيطفو ألمك على سطح صبرك ورُبّما قد تنْعت الحظ
وتتساءل وتعترض على نفاَذ القدر , وتشعرُ بنقصٍ حاَد في الثّقة مع مُرُور الوقت ويتضاءل إصرارك في مواَصلةِ الحُلم وتبدأ أنواَر الرغبة
في الهرب خلف جدراَن خوفك , وحشتُكَ , تضاَرب أفكاَرك وحساَبات النجاَة التي تقل تدريجيّا في الصّعود ,
وتبقى الليل كلّه مُستيْقظاً دُون شراَب أو طعاَم ويجفّ تفاَؤلك وتختفي دعْواَتك لله وراَء قنوطك من الفرجِ والرّحمة ,
وسيُصبحُ إحتمال قدوم أحدهم قليلاً وذلك نتيجةً للذعر بداَخلك والذي استوْطنَ حواَئط الأمل وأستبدلهاَ ب صورٍ تُخيّل لك الهلاَك ,
وقد يأتي الغد دُون قُدومِ أحدهُم وتفْنى روحك دُون ثماَرٍ قد زرعْتهاَ ل تُنبت منْ بعدكَ .
في الثّانية :
إحتماَلٌ كبير أن تتعرّض للسّقوط , وقد تُجرح وتتعب وقد تيْأس من البحث مُجدّداً ولكن مع شدّة الألم يزداَد شعورك بالقوّة حيثُ
تُريد أن تُخفّف منه وتتغلّب عليه , وستزْداد فرص عثورك على الطريق بعد أن سلكت عدّة طرق , وستزيد فرصك في الحُصول
على العكّاَز بتدرّج يملؤه الأمل وتكْبر في عقْلك خياَلات النّجاة .
ومع استمرارك في البحْث ستنْجح لاَ محالة وستزداد ثقتك بالرّب أكثر وستتعاَفى جراَحك , فتعود إلى بيْتك اَمناً من سيطرةِ اليأس
عليك مُطْمئناً من قربِ النجاَح إلى حُلمكَ .
- النّجاح في بعْض الأوقات يُصاب بالغرور ولاَ يتساَهل في إعطاَئك المجاَل لأحتضانه إلا بعد أن يرى جُهدك في تحصيله , وبعد أن تتخلّص
من إفرازات اليأس وتنظّف عقلك ب ممحاَة الصّبر والنّهم والشّغف .
- البحْث يُغري النّجاح أكثر ويجْعله قريباً منك أكثر في كُل مرّةٍ تُحاَول .
فلْسفة بيضاَء :