يبين د محمود عبد العزيز أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن رمضان فرصتك لدحر الشيطان، كما أعاننا الله تعالى على الصيام في هذه الأيام، وأعاننا الله في ليل رمضان على القيام، وأعاننا الله على قراءة القرآن، ألا نستطيع في هذا الشهر أن ندحر الشيطان.
ويضيف أن رمضان فرصتك لدحر الشيطان وإرغام الشيطان والانتصار على الشيطان، لماذا؟ لأن الله تعالى يقول: ( إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ )[فاطر:6]
ويوضح أن الله تعالى يحذرنا من خطوات الشيطان فيقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ ) [النور:21].
الشيطان لنا عدو:
ويلفت عبد العزيز إلى أن الشيطان يُزين للناس كل باطل، فالشيطان إذا جئت تنفق وتتصدق وتزكي فالشيطان يخوفك بالفقر والحاجة، قال تعالى: ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:268]، إما وعد الشيطان، وإما وعد الرحمن، وعد الشيطان يعدكم الفقر، لا تنفق فإنك ستفتقر.
وأما وعد الرحمن: قال الله في الحديث القدسي: (يا ابن آدم أَنفق أُنفق عليك) وفى الحديث: «ما من يوم يصبح فيه العِباد، إلا مَلَكان ينزلان ، فيقول أحدهما: اللهم أَعطِ مُنفقاً خَلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أَعطِ مُمسكاً تلفاً»، فالله تعالى يعدُك بالخَلف والعَوض، قال تعالى(وما تنفقوا من شيء فهو يُخلفه وهو خير الرازقين).
والشيطان يعدك بالفقر، أنك إذا أنفقت فمن أين ستأكل؟ ومن أين ستشرب؟ وكيف ستزوج أبناءك؟ وأن هذا المال للعيال، ويأمر الإنسان بالبخل والشُح، هذا هو الشيطان أيها الأحبة.
فإذا أراد الإنسان أن يصلي قال له الشيطان: (عليك ليل طويل فارقد)، وأمامك الليل طويل (إن الشيطان يَعقدُ على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقد، ويقول: ارقد عليك ليل طويل، فإذا قام العبد وذكر الله انحلت عُقدة، وإذا قام فتوضأ انحلت العقدة الثانية، وإذا قام فصلى انحلت عقده كلها فأصبح طيب النفس نشيطاً).
وأما إذا استسلم العبد لهذه العُقد أصبح خبيث النفس كسلاناً.
وهذا رجل بال الشيطان في أذنيه، الذي ينام عن الصلاة.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «رحِم اللهُ رجلًا قام مِن اللَّيلِ يُصلِّي وأيقَظ امرأتَه فإنْ أبَت نضَح في وجهِها الماءَ»
ورحم الله امرأة قامت من الليل تصلي تُرغم الشيطان وتدحر الشيطان في رمضان.
«ورحِم اللهُ امرأةً قامت مِن اللَّيلِ وأيقَظت زوجَها فإن أَبى نضَحت في وجهِه الماءَ ».
هنيئًا لهذه الأسرة التي انتصرت على الشيطان الرجيم، انتصرت على من هو عدو لنا بالمرصاد، فإذا جاء الإنسان يصلي أصابه بالكسل والخمول.
ولكن أعلم يا عبد الله أن الشيطان يوم القيامة يتبرأ منك، إذا أطعته ( وَقَالَ ٱلشَّيْطَٰنُ لَمَّا قُضِىَ ٱلْأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى ۖ فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوٓاْ أَنفُسَكُم ۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِىَّ ۖ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[إبراهيم:22].
خُطبة الشيطان يوم القيامة:
وقد ذكر الله تعالى في سورة إبراهيم، خطبة الشيطان (وقال الشيطان لما قُضي الأمر) يوم القيامة، يوم الحساب.
وأشار عبد العزيز إلى أن الله تعالى أثنى على هؤلاء المخلصين،والمخلصون من المؤمنين لا سلطان للشيطان عليهم، (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون).
الله جل وعلا برأ المخلصين من أنه لا سلطان للشيطان عليهم ببركة إخلاصهم لله، وبسبب إيمانهم بالله، وبسبب توكلهم على الله، ( إِنَّهُۥ لَيْسَ لَهُۥ سُلْطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)[النحل:99].
فلا ينبغي للمسلم أبدًا أن يمتثل لتخويف الشيطان، فالشيطان يريد منك أن تنام عن صلاة الفجر، والشيطان يصيبك بالكسل عند قراءة القرآن، والشيطان يصيبك بالضيق إذا ذهبت لصلة الأرحام، أو عند مساعدة الجيران، والشيطان يصدك عن طُرق الخير، ما من طريق من طُرق الخير إلا ويقف الشيطان، حتى عند الطعام يريد أن يأكل معك، فإذا ذكرتَ الله جل وعلا ما استطاع أن يأكل معك.
وحينما تدخل بيتك وتُلقي السلام على أهل بيتك، يقول الشيطان: (لا مبيت لنا في هذا البيت ولا عشاء).
لماذا؟
لأن الرجل لما دخل البيت سَلَّم على أهله، وإذا جلس على الطعام ذكر الله فما استطاع الشيطان أن يأكل أو يشرب.
والشيطان يجتهد في أن يُطلق الرجل زوجته، فيحرض الزوجة بالوسوسة، فيقول لها: قولي لزوجك: إن كنتَ رجلٌ: (طِلقني الآن)، ويوسوس الشيطان للزوج ويقول له: أنت رجل، طلقها الآن، وتخلص منها، ألستَ برجل؟
وهنا إذا وقع الطلاق في هذه الليلة يقوم كبير الشياطين ويضع التاج على رأس الشيطان المتسبب في الطلاق ويقول له أنتَ، أنت).
لأن ابن آدم إذا ارتكب معصية، فمن الممكن أن يتوب منها، لكن إذا وقع الطلاق فسيحصل تدمير للأبناء، وتدمير للزوجة وللزوج، وتدمير للأسرة، والأسرة نواة المجتمع.
فعلينا أيها الأحبة أن نحذر من كيد الشيطان، وأن نحذر من خطوات الشيطان، فإن الشيطان لنا عدو، يقف لنا على كل باب من أبواب الطاعة والعبادة.
فإياك أن تخرج من رمضان قبل أن تدحر الشيطان، وأن تنتصر على شياطين الإنس والجن، وأن تتعلم مداخل الشياطين على ابن آدم لتحذرها.
عضويتي 
رمضان هو الحل لدحر الشيطان
أنتَ، أنت).
العرض العادي
