ننتظر تسجيلك هـنـا

 

مركز تحميل منتديات غرام الشوق
   
( فعاليات غرام الشوق )  
 
 
 



♥ ☆ ♥ أهداءات غرام الشوق ♥ ☆ ♥


•₪• غرام نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• [ سطور إسلاميه . نور القلب . ادعيه . أحاديث ]

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 19-01-2022, 10:31 PM
نزف القلم غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
اوسمتي
الالفيه الرابعه سنابل العطاء حضوروافر شكر وتقدير 
 
 عضويتي » 42
 جيت فيذا » Oct 2020
 آخر حضور » 01-04-2022 (11:22 PM)
آبدآعاتي » 6,440
 المواضيع »
 الــــــــردود »
أتلقيت إعجاب » 1628
أرسلت إعجاب » 946
  النــقــاطــ » 2319
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مزاجي  »  6
 التقييم » نزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond reputeنزف القلم has a reputation beyond repute
 
مكانة أسماء الله الحسنى في الدعوة(2)



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
حديث عظيم أصل في أسماء الله :
أيها الإخوة الكرام ، مع درس جديد من دروس أسماء الله الحسنى ، وما زلنا في المقدمات .
في الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا ، مائَةً إِلَّا وَاحِدًا ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ " [متفق عليه] .

معنى : أَحْصَاهَا :
هذا حديث صحيح اتفق عليه الشيخان ، وهو من أعلى مراتب الصحة ، لكن كي نفهم معنى : مَنْ أَحْصَاهَا ، نقرأ الآية الكريمة : " لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا " [مريم:94] .
الفرق بين الإحصاء والعدِّ :
"الإ صاء ليس بمعنى العد" />
يبدو أن الإحصاء شيء ، والعد شيء آخر ، فأنت كمعلم يمكن أن تعد طلابك بشكل سريع ، أما أن تحصيهم ، أن تعرف إمكاناتهم ، مستوياتهم ، تفوقهم ، وضعهم العائلي ، وضعهم في البيت ، مدى تقيدهم بمنهج الله عز وجل ، الإحصاء دراسة شاملة ، النبي عليه الصلاة والسلام يجعل إحصاء الأسماء سبباً وحيداً كافياً لدخول الجنة :
" إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مائَةً إِلَّا وَاحِدًا ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ "
وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ
أقرّب هذا المعنى بآية ثانية :
"الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ" [الكهف:46] .
حينما قال : " وَالْبَاقِيَاتُ " معنى ذلك أن المال والبنين شيء زائل ، كل مخلوق يموت ، ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت .
والليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر والعمر مهما طال فلابد من نزول القبر .
***

و كل ابن أنثى و إن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمـــــول
فإذا حملت إلى القبـــور جنــازة فاعلـــم بأنــــك بعدهــا محمـــــول
***

" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ " [الكهف:46] .
ودقة الآية أن المال من دون بنين مشكلة كبيرة ، وأن البنين من دون مال مشكلة أكبر .
" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ " [الكهف:46] .
"التسبي من الباقيات الصال ات" />لكن الله عز وجل حينما قال : " وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ "
[الكهف:46] .
متع الدنيا زائلة ، فما الباقيات الصالحات ؟
قال بعض العلماء : سبحان الله، والحمد لله ، ولا إله إلا الله، والله أكبر ، دقق ، إن سبحته أي نزهته عن كل نقص ومجدته ، وحمدته ووحدته وكبرته ، فقد عرفته ، وإن عرفته عرفت كل شيء ، وإن عرفته صغر في عينك كل شيء ، وما معنى : الله أكبر ؟ أكبر من كل شيء ، بل أكبر مما عرفت .
" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ "
[الكهف:46] .
أنت أيها الإنسان زمنٌ :
"الإنسان بضعة أيام" />في أدق تعاريف الإنسان، أنه بضعة أيام ، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه، هذا تعريف الإمام الجليل الحسن البصري ، الإنسان بضعة أيام ، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه .
ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي : يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد ، وتزود مني ، فإني لا أعود إلى يوم القيامة ، بل إن الإنسان بضعة أيام ، وهو في الحقيقة زمن فقط، بضعة أيام ، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه ، لذلك جاءت الآية الكريمة : " والْعَصْرِ {1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ " [العصر:1-2] .
"استغل وقتك في معرفة الله" />
جواب القسم أن الإنسان خاسر لا محالة، لماذا ؟ لأن مضي الزمن يستهلكه فقط، لكنه يستطيع تلافي هذه الخسارة إذا تعرف على الله ، وتعرف إلى منهجه ، وحمل نفسه على طاعته ، وتقرب إليه بالعمال الصالحة .
"إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ "[ العصر :3] .
قال الإمام الشافعي : " هذه أركان النجاة في الدنيا " لا بد من أن تتعرف إلى الله ، ولا بد من أن تحمل نفسك على طاعته ، ولا بد من أن تدعو إليه ، فالدعوة إليه فرض عين على كل مسلم، الدليل : " بلغوا عني ولو آية " [ أخرجه أحمد والبخاري والترمذي عن ابن عمرو ] . لكن الدعوة التي هي فرض عين في حدود ما تعلم، ومع من تعرف .
لذلك أيها الإخوة الكرام ، الإنسان إما أن يستهلك عمره استهلاكاً ، أو أن يستثمره استثماراً ، إذا تعرف إلى الله ، وتعرف إلى منهجه ، وحمل نفسه على طاعته ، وتقرب إليه يكون قد أنفق وقته استثماراً ، أنفق وقته في عمل جليل ينفعه بعد مضي الزمن .

أهمية العلم بأسماء الله تعالى :
لذلك أيها الإخوة الكرام ، موقع أسماء الله الحسنى من العقيدة موقع كبير :
" إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مائَةً إِلَّا وَاحِدًا ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ "
"فَضْلُ كَلَامِ اللَّهِ عَلَى كَلَامِ خَلْقِهِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ" />ماذا يقول العالم الجليل ابن القيم رحمه الله تعالى ؟ يقول : العلم بأسمائه وإحصائها أصل لسائر العلوم ، فمن أحصى أسماءه كما ينبغي أحصى جميع العلوم ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَضْلُ كَلَامِ اللَّهِ عَلَى كَلَامِ خَلْقِهِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ " [ رواه الدارمي ] . الآن فضل معرفة الله على معرفة خلقه كفضل الله على خلقه .
إنسان يحمل أعلى شهادة في الفيزياء النووية ، إذا انتهى أجله انتهت هذه الشهادة، يقول لك : الدكتور فلان عميد أسرتهم ، انتهى ، لكن إذا تعرف إلى الله ينتفع بهذه المعرفة بعد الموت وإلى أبد الآبدين ، لهذا كل علم ممتع، لكن ما كل علم ممتع بنافع، والعلم النافع قد يكون غير مسعد، ما كل علم نافع بمسعد، إلا أنك إذا تعرفت إلى الله فهو علم نافع ممتع مسعد في الدنيا والآخرة : " إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ " .

معرفة الله لابد أن تكون مصحوبة برحمة مستقرة في قلب المؤمن :
كيف نحصيها ؟ قالوا إحصائها أن تتعرف إلى ألفاظها وعددها ، وقالوا : إحصائها أن تفهم معانيها ومدلولاتها ، وقالوا : إحصاءها الدعاء بها كما ينبغي ، دعاء ، وثناء وعبادة ، ودعاء ، مسألة ، وطلب ، هذا معنى إحصائها عند ابن القيم رحمه الله تعالى .
"التعرف على الله علم نافع وممتع" />الآن أيها الأخوة ، ينبغي أن تتعرف إلى الله ، وأن تشتق منه كمالاً إذا اتصلت بالرحيم ، لا بد من أن يستقر في قلبك الرحمة، دقق في قوله تعالى : " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ " [ آل عمران:159] .

يا محمد ، بسبب رحمة استقرت بقلبك عن طريق اتصالك بنا لنت لهم ، فلما كنت ليناً لهم التفوا حولك " وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ " [ آل عمران:159] .
أي لو كنت بعيداً لامتلأ القلب قسوة ، فإذا امتلأ قسوة انعكس غلظة ، فإذا انعكس غلظة انفض الناس من حولك، هذه معادلة رياضية ، اتصال ، رحمة ، لين ، التفاف ، انقطاع ، قسوة ، غلظة ، انفضاض ، معادلة رياضية بالتمام والكمال .
فلذلك أيها الإخوة ، إذا كان للإيمان مؤشر ، ومؤشر للرحمة يمشي مع هذا المؤشر تماماً ، فكلما ازداد إيمانك ازدادت رحمتك ، ومن لا يرحم لا يرحم ، يا عبادي ، إذا أردتم رحمتي فارحموا خلقي ، وأبعد قلب عن الله القلب القاسي .
الآن أقول لك : حينما تعرف اسم الرحيم، وتتصل بالرحيم يمتلأ قلبك رحمة ، وهذه ثمار الصلاة الحقيقية .
" وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ " [العنكبوت : 45] .
من أدق ما قال المفسرون حول هذه الآية : ذكر الله لك أكبر من ذكرك له ، فإذا ذكرته أديت واجب العبادة ، أما إذا ذكرك الله عز وجل ملأ قلبك رحمة ، ملأ قلبك أمناً ، ملأ قلبك غنىً ، ملأ قلبك رضىً ، ملأ قلبك يقيناً ، ذكر الله لك أكبر من ذكرك له ، لذلك ورد في الأثر : " بيوتي في الأرض المساجد ، وإن زوارها هم عمارها ، فطوبى لعبد تطهر في بيته ، ثم زارني ، وحق على المزور أن يكرم الزائر " .
بالحكمة تسعد :
إذا دخلت إلى بيت صديق يقدم لك بعض الضيافة ، لكنك إذا دخلت إلى بيت من بيوت الله فقد يهبك الله الحكمة .
" وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا " [البقرة:269] .
بالحكمة تسعد بزوجة من الدرجة الخامسة ، ومن دون حكمة تشقى بزوجة من الدرجة الأولى ، بالحكمة تسعد بالمال ، ومن دون حكمة تبدد المال .
أيها الأخوة الكرام ، من أجل عطاءات الله الحكمة ، أنت إذا اتصلت بالحكيم تغدو حكيماً من معاني :
" إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ " تخلق بالكمال الإلهي ، اشتق من الله الحكمة ، اشتق منه الرحمة ، اشتق منه العدل، حينما تتعرف إلى الله ، وتستقيم على أمره ، وتتصل به تشتق منه الكمال الإلهي، فلذلك : " قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا {9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا " [الشمس:9-10] .
الفلاح كل الفلاح ، النجاح كل النجاح ، الفوز كل الفوز في أن تعرفه ، يا رب، ماذا فقد من وجدك ؟ وماذا وجد مَن فقدك ؟ وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟
أيها الإخوة الكرام ، ورد في الأثر : ابن آدم اطلبني تجدني ، فإن وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتُك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء .
فلو شاهدت عيناك من حسننا الـذي رأوه لــما وليت عـنا لغيرنـا
ولــو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب وجئتنا
ولـــو ذقت من طعم المحبة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبـنا
ولو نسمت من قربنا لك نسمـــة لمت غريباً واشتياقاً لقربنـــا
***

أيها الإخوة الكرام ، " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " [الأعراف:180] .
تعرف إليه ، ثم استقم على أمره، ثم اتصل به تشتق منه كمالاً تتقرب به إلى الله عز وجل ، الرحيم يقبل الرحيم ، الحكيم يقبل الحكيم ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ " [رواه مسلم] .
منزلة الأخلاق في الإسلام :
"يلفت النظر في الإنسان أخلاقه" />أيها الإخوة الكرام ، في النهاية حينما أثنى الله على رسوله بماذا أثنى عليه ؟ أثنى عليه بالخلق العظيم :
" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " [لقلم:4] .
" قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا " [الشمس:9] .
من معاني زكاها أن هذا الإنسان اشتق من الله الكمال ، فصار خيراً وعطاءً وانضباطاً ورحمة، ولطفاً وتواضعاً، ما الذي يلفت النظر في الإنسان ؟ ليس علمه ، وليست إمكاناته ، وليس ماله ، يلفت النظر في الإنسان أخلاقه ، والذي يجلب الناس إليك الأخلاق ، لذلك قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " الإيمان هو الخلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الإيمان .
" وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا "
النقطة الدقيقة أيها الإخوة ،
" وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " [الأعراف:180] .
1 – الدعاء هو العبادة :
هل تصدقون أن الدعاء مخ العبادة ، هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ، وفي رواية أخرى الدعاء هو العبادة ، بل إن الله عز وجل حينما قال : " قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ " [الفرقان:77] .
دقق ، حينما تدعو جهة ما فأنت موقن أنها موجودة ، وما من إنسان يدعو جهة غير موجودة يكون أحمق ، وحينما تدعو الله فأنت حتماً موقن بوجوده ، وأنت حتماً موقن بأنه يسمعك ، والله عز وجل إن تكلمت فهو يسمعك ، وإن تحركت فهو يراك ، وإن أسررت شيئاً فهو يعلم ما في قلبك ، إن تكلمت فهو يعلم ، وإن تحركت فهو يراك ، وإن أسررت فهو عليم بذات الصدور ، لذلك قال العلماء : " علم ما كان ، وعلم ما يكون ، وعلم ما سيكون ، وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون " .
حينما تدعو الله فأنت موقن قطعاً أنه موجود، وموقن قطعاً أنه يسمعك، وموقن قطعاً أنه قادر على كل شيء ، وهو على كل شيء قدير ، القوانين بيده ، الأقوياء بيده ، مَن فوقك بيده ، مَن تحتك بيده ، من حولك بيده، صحتك بيده، رزقك بيده، أهلك بيده ، أولادك بيده ، لذلك ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، قال تعالى : "الدعاء هو العبادة" />
" فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ " [الشعراء: 213] .
أحد أكبر عذاب نفسي أن تدعو مع الله إلهاً آخر ، فلذلك : " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180] أسماءه حسنى ، وكماله مطلق .
أيها الإخوة الكرام ، القاضي إذا حكم ألف حكم ، وخمسة أحكام منها غير عادلة ، ناتجة عن خطأ في التصور، أو في المعلومات ، يسمى عند أهل الأرض قاضياً عدلاً ، هذا شأن البشر ، لكن شأن خالق البشر أنه لا يمكن أن نجد خطأً واحداً في أفعال الله عز وجل ، هذا معنى : سبحان الله ، الله عز وجل مطلق ، منزه عن كل نقص إطلاقاً ، فلذلك حينما تتصل بالإله المطلق تشتق منه الكمال ، والذي يلفت النظر في شخصيتك الكمال الذي اكتسبته من اتصالك بالله عز وجل .
نعود بالآية مرة ثانية :
" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ " [آل عمران:159] .
ملمح دقيق فدقِّقوا فيه :
هناك ملمح دقيق جداً أيها الإخوة ، أنت أيها النبي ، أنت سيد الخلق ، وحبيب الحق ، وسيد الأنبياء والمرسلين ، وسيد ولد آدم ، وحبيب رب العالمين ، ويا من بلغت سدرة المنتهى ، ويا من أوتيت الوحي والقرآن والمعجزات ، على الرغم من كل ذلك : " وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " فكيف بإنسان ليس نبياً ولا رسولاً ، ولا يوحى إليه، ولا معه معجزات ، ولا عنده بيان ولا فصاحة ، وفيه غلظة ؟ لمَ الغلظة ؟ مَن أمر بمعرف فليكن أمره بمعروف ، قال تعالى : " فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ " [فصلت:34] .
بين أخلاق الدعوة وخلاق الجهاد :
ما لم تعامل الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم فأنت لست في المستوى المطلوب ، لكن هناك أخطاء كثيرة تداخلت ، فقد أخلاق الجهاد مع أخلاق الدعوة إلى الله ، أخلاق الدعوة إلى الله قال تعالى عنها : " فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ " [فصلت:34] .
أما أخلاق الجهاد : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ [التوبة:73] .
هذه أخلاق الجهاد ، وأكبر خطأ أن يستخدم الدعاة أخلاق الجهاد في الدعوة إلى الله .
" وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159] .
فلذلك حينما تدعو الله فأنت موقن أنه موجود ، وحينما تدعو الله فأنت موقن بأنه يسمعك ، وحينما تدعو الله فأنت موقت بأنه قدير على كل شيء ، وحينما تدعو الله فأنت موقن ، فضلاً عن كل ذلك أنه يريد أن يستجيب لك ، ويحبك : " إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ " [هود: 119] . خَلَقنا ربُّنا ليرحمنا : في الأثر القدسي :
" لو يعلم المعرضون انتظاري لهم ، وشوقي إلى ترك معاصيهم لتقطعت أوصالهم من حبي ، ولماتوا شوقاً إلى ، هذه إرادتي بالمعرضين ، فكيف بالمقبلين " [ورد في الأثر] .
"توبة العبد العاصي" />وإذا قال العبد ، وهو راكع : يا رب ، يقول الله له : لبيك يا عبدي ، فإذا قال العبد وهو ساجد: يا رب، يقول الله : لبيك يا عبدي ، فإذا قال العبد وهو عاصٍ : يا رب ، يقول الله له : لبيك ، ثم لبيك، ثم لبيك .
دققوا في هذه الآية : " اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا " [طه:43-44] .
إنسان ناجى ربه فقال : يا رب ، إذا كانت رحمتك بمن قال : أنا ربكم الأعلى : " اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا " [طه:44] .
فكيف رحمتك بمن قال : سبحان ربي الأعلى ؟ وإذا كان رحمتك بمن قال : " مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي " [القصص: 38] .
فكيف رحمتك بمن قال : لا إله إلا الله ؟ لذلك : " قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فقد كذبتم " [الفرقان:77] .
حينما تدعو الله فأنت موقن بأنه موجود ، وموقن بأنه يسمعك ، وموقن بأنه قدير على كل شيء ، وموقن بأنه يحب أن يرحمك .
" إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ " [هود :119] .
لذلك :
" قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فقد كذبتم " [الفرقان:77] .
" إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا ، مائَةً إِلَّا وَاحِدًا ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ "
" وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " [الأعراف:180] .
خاتمة :
تعرفوا إليه تعرفوا إلى منهجه ، احملوا أنفسكم على طاعته ، تقربوا إليه بالأعمال الصالحة ، اتصلوا به ، إن اتصلتم به تشتقوا الكمال الرائع من الذات العلية ، من الذات الإلهية ، عندئذ الكمال ليس تصنعاً ، الكمال سجية ، فيه لطف ، فيه تواضع ، فيه رحمة ، فيه إنصاف ، فيه حكمة بالغة ، لذلك حينما تتصل به تذكره ، وذكرك له أقلُّ من ذكره لك ، إذا ذكرك منحك القرب ، منحك السعادة ، منحك الرضى ، منحك اليقين ، منحك الأمن ، هذه نعم الله الكبرى .
للدكتور محمد راتب النابلسي


منتديات | منتدى | منتديات غرام | منتديات عامه

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | برمجه | منتديات عامه





 توقيع : نزف القلم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الموضوع الحالى: مكانة أسماء الله الحسنى في الدعوة(2)    -||-    القسم الخاص بالموضوع: •₪• غرام نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•    -||-    المصدر: منتديات غرام الشوق

جديد منتدى •₪• غرام نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪•

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مكانة أسماء الله الحسنى في الدعوة(2)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير أسماء الله الحسنى/البارئ ناطق العبيدي •₪• غرام نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• 11 09-09-2023 05:42 PM
شرح بعض أسماء الله الحسنى ملكة الحنان ~•₪•غرام منتدى القران الكريم ,~•₪• 23 08-06-2023 07:05 PM
تفسير أسماء الله الحسنى/الحكيم ناطق العبيدي •₪• غرام نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• 8 26-05-2023 12:21 AM
تفسير أسماء الله الحسنى/المحيي ناطق العبيدي •₪• غرام نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• 8 26-05-2023 12:19 AM
مكانة أسماء الله الحسنى في الدعوة(1) نزف القلم •₪• غرام نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• 7 25-05-2023 11:35 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الأقســـام : المنتديات الاسلامية , منتديات المــواضيــع العــــامـة , المنتديات الادبية , غرام العلوم الطبية ,

المنتديات الثقافيه والتعليميه , منتديات شرفات من ضوء , المنتديـات الإجتمـاعية وعالم حواء ,

منتديات متنفسات شبابية , المنتديات التقنيه , منتديات الابداع , تطوير المواقع والمنتديات


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير وارشفه وحمايه الموقع من استضافة تعاون