منتديات غرام الشوق

منتديات غرام الشوق (http://www.gram-alshoog.com/vb/index.php)
-   •₪• غرام نبضآت إسلآمِيـہ ~•₪• (http://www.gram-alshoog.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   حفظ الجوارح والأوقات (http://www.gram-alshoog.com/vb/showthread.php?t=19745)

مجروحة القلب 25-01-2023 09:15 AM

حفظ الجوارح والأوقات
 



أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له . . وبعد
لو تأمل الإنسان في قوله تعالى : ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً ) .
لأدرك تماماً أن الله تعالى منحه نعماً عظيمة , ومن أعظمها بعد نعمة الإسلام أن جعله بشراً سوياً , ولا تكتمل بشريته إلا إذا حافظ على جوارحه ظاهراً وباطناً , ظاهراً بسلامتها صحياً وباطناً بسلامتها عقدياً , وثمرة سلامتها نجاتها يوم الوقوف بين يدي الله تعالى للحساب .
وما من جارحة إلا وقد خلقها الله تعالى مهيأة لفعل الطاعات , وابتلاها بشهوة من الشهوات امتحاناً واختباراً , فالعاقل يفكر سلباً أو إيجاباً , والعين تنظر لحلال أو حرام , والأذن تسمع ما يحل وما لا يحل , واليد تبني أو تهدم , والقدم تسعى لخير أو شر , وملاك ذلك كله اللسان , فأن استخدم في طاعة الله , كقراءة القرآن , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وقول الخير
كما قال الله تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس , ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً ) .
هذه هي حقيقة الحفظ , وحقيقة الشكر على نعم الجوارح كلها , فيفتح الله له أبواب الخير وييسره لها فيصبح مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر .
ولنا في سلفنا الصالح عبراً :
قال أحدهم : " إذا استمرأ اللسان المعاصي , أصبح مثل الطيور الجارحة , يعيش على اللحم والدم , ولا يرتاح إلا باقتناص الفريسة " .
ويقول ابن المبارك : " المؤمن يطلب المعاذير والمنافق يطلب العثرات "
وقال أبو الدرداء : " أنصف أذنيك من فيك , فإنما جعلت لك أذنين وفم واحد لتسمع أكثر مما تتكلم " .
وقال الأوزاعي : " إن المؤمن يقول قليلاً ويعمل كثيراً , وإن المنافق يتكلم كثيراً ويعمل قليلاً "
وقيل أيضاً : " لا تبسط يدك إلا إلى خير , ولا تقل بلسانك إلا معروفاً " .
والإنسان إذا اعتقد اعتقاداً صحيحاً أن الله تعالى يسمعه فإن من الأدب مع الله  ألا يسمع منه شيئاً يؤاخذه عليه أو يعاقبه , وإذا وضعنا في اعتبارنا أن كل همسة يسمعها الله وكل كلمة نطقنا بها سجلت علينا من لدن رقيب حفيظ , ومن ثم يحاسبنا الله تعالى عليها تأدبنا , وإذا تمازجت مشاعرنا مع كلمات حديث الرسول  : ( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس , عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه , وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه , وماذا عمل فيما علم ) . أدركنا تماماً أن لحظات أيامنا ما هي إلا حفظ لما تعمل جوارحنا , وهذه هي معادلة الحياة الحقيقية التي من أجلها خلقنا , قال الله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) . فالجوارح تعمل وساعات العمر تمضي , ونتيجة المعادلة وقوف للحساب بين يدي رب العباد , فما أحرى بالمسلم أن يصون وقته عما فيه هلكته , وينأى بنفسه عن موارد هلاكها .
ولو تساءلنا كيف نعالج جوارحنا من آفاتها المهلكة , ونحفظها سليمة ؟ ؟
1- لاشك أن العلاج الناجع الوحيد لذلك هو تطبيق ما جاء في الكتاب والسنة ومن أوامر ونواهي وتوجيهات وتشريعات , فنقرأ ونتدبر ونفهم ونطبق ونحرص على التخلص من مساوئنا , وإن كانت قد أخذت مأخذ الطبع والعادة , ومن أمثلة ذلك ما ورد في آيات سورة الإسراء من آية : 9 – 38 .. فالقارئ لها يجد أن آياتها توجه المؤمن لحفظ ظاهره وباطنه مما لايرضي الله تعالى بما في آياتها من توجيهات وتشريعات وآداب , وكل آيات القرآن علاج .
2- مجاهدة النفس بعدم اتباع الشهوات وتتبع الرخص وأخذها بالجد والمثابرة , ويكون ذلك بمعرفة حقيقة النفس وأنها أمارة بالسوء .
3- التذلل والخضوع لله سبحانه وتعالى , واللجوء إليه بالدعاء والاستغفار بنية صادقة ليوفقنا لحفظ جوارحنا وتسخيرها فيما يرضيه من قول أو عمل صالح , ولنا في رسول الله  أسوة حسنة وهو يردد دائماً ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) , ( يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ) ومعلوم أن القلب ملك الأعضاء كلها وقائدها وسائسها , فإن صلح القلب صلحت سائر الأعضاء , وإن فسد فسدت .
4- مصاحبة الأخيار ومجالستهم أولئك الذين تذكر رؤيتهم بالله تعالى , فإن أحسنا أعانونا وإن أسأنا سددونا ونصحونا , وإن تكاسلنا عن إصلاح ذاتنا قوموا اعوجاجنا , وفي صحبة الصديق أبو بكر  للرسول  البرهان الشافي .
5- لا يمكن للجوارح أن تستقيم إلا إذا وجدت ما يشغلها من سبل الخير , ويتم لها ذلك إن سعينا جاهدين لحفظ أوقاتنا بما هو مفيد من عمل ديني أو دنيوي أو هواية مثمرة .
ومن هنا نتساءل كيف نحفظ أوقاتنا ؟ ؟
1- بمعرفة مفهوم قوله تعالى : ( فإذا فرغت فانصب . وإلى ربك فارغب ) . وكما قال الشيخ السعدي – رحمه الله – في تفسيرها : أي إذا تفرغت من أشغالك ولم يبق في قلبك ما يعوقه , فاجتهد في العبادة والدعاء ( وإلى ربك ) وحده ( فارغب ) أي أعظم الرغبة في إجابة دعاءك وقبول دعوتك , ولا تكن ممن إذا فرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم , وعن ذكره فتكون من الخاسرين . .
2- بالعلم التام أن الأيام التي نقضيها في هذه الحياة هي ساعات عمرنا التي قدرها الخالق لنا , وسيحاسبنا عليها , قال الله تعالى : ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) .
3- علمنا السابق سيكون دافعاً لاستغلال وقتنا بالأعمال الصالحة التي تقربنا من الله تعالى وتدخلنا الجنة , وهذه الأعمال ثمرتها رضا , راحة نفسية , تسعدنا في الدنيا , وتنجينا من العذاب في الآخرة .
4- الحذر من الوقوع في مصيدة الفراغ , لأن النفس إن لم نشغلها بالطاعة شغلتنا بالمعصية , ومن لم يشغل وقته بالذكر والعبادة وما ينفعه في الحياة الدنيا قادته الوساوس إلى ما يهلكه ويضيع عليه ساعات عمره ويكون الغبن يوم البعث والنشور .
وختاماً . . نسأل الله تعالى الذي كرمه لا يحد, وفضله لا يحصى , وسواه لا يقصد , أن يوفقنا بحق شكره وعبادته على أن خلقنا بشر في أحسن صورة , ونرجوه أن يتمم علينا نعمه بأن يوفقنا للمحافظة على هذه النعم كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه , وأن يجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن , ويصلح علانيتنا وسرنا .
والصلاة والسلام على خاتم النبيين , وعلى آله وصحبه أجمعين .

لـحـن 25-01-2023 09:15 AM

بارك الله فيك ونفع بِك ..
على طرح موضوعك القيم
وأسلمت الايادي ويعطيك العافيه
تقديري مع احترامي.

أمير المحبه 25-01-2023 03:46 PM

جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

ناطق العبيدي 27-01-2023 02:28 PM


جزاك الله خيـر
وجعله في موازين حسناتك
آنآر الله قلبك بالآيمآن وطآعة الرحمـَن
دمتي بحفظ البآري

سمو الهلال 27-01-2023 06:06 PM

جزاك الله عنا بخير الجزاء والجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك
اضعاف مضاعفه لاتعدولاتحصى
دمتي بخير

ساهر 28-01-2023 06:24 AM

Testt

غرام الشوق 28-01-2023 01:35 PM

جعله الله في ميزان حسناتك
أنار الله بصيرتك وبصرك بـ نور الإيمان
جعله الله شاهداً لك يوم العرض والميزان
احترامي لك ..

سلطان الزين 28-01-2023 07:50 PM

سلمت الايادي ويعطيك العافيه
تقديري مع احترامي.

شقاوي 28-01-2023 11:17 PM

طرح مميز للغايه
جعلها الله اعمالا تثقل موازين
اعمالك الصالحة
جزاك المولى خير الجزاء
ربي يسعدك

التربي 30-01-2023 05:34 PM

جزاكم الله الف خير
ربي يتبث اعمالكم بالجنه


الساعة الآن 02:03 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير وارشفه وحمايه الموقع من استضافة تعاون