خروج من البيات الشتوي

كالمعتاد كنت أتأمل من النافذة الثلج يتساقط خفيفاً ويغطي تدريجياً أغصان الأشجار الصنوبرية وقد أصبح لون البحيرة رمادياً كسماء يوم ممطر .. وإذ بي أرى ذات وشاحٍ أحمر ترتسم على نافذتي ببعضٍ من غنج قالت لي : - أريدك .. - سألتها بلهفة : هل تعلمين من أنا ؟ - إن كنت أنت من علمني الحب ف نعم أعلم - ولكني منذ صغري وأنا أُعَلِمُ ( التراجيديا ) فقط ولم أتطرق يوماً إلى الكوميديا فكيف أسرت قلبك .. .. ولكن من أنتِ .. - أنا من علمتها كيف تحبك .. - متى ذلك .. -أنت لم تملك يد القدر ..ولكنها محض صدفة جمعتني بك فــ أحببتك ,, قاطعتها :حتى ولو لم أكن أمتلك يد القدر فــ أنا لا أمتثل لرغباتي .. وليس معنى هذا أني سوداوياً . قالت وقد تكدرت ملامحها وتسللت دمعة من عينيها ألبس عباءة االعزلة واستمر في بياتك الشتوي .. ولكن ابتعد عن رسم آمال وردية وكأنك فارس أحلام النساء وتعليم الحب وأنت لا تمتلك الجرأه على تطبيق ما تُعلمه .. . . . . . . . . . . أغمضت عيني برهة من الزمن .. وللمرة الأولى أشعر بــ أني أتنفس بعمق ويداي اللتان كانت متشنجتان وأصابعي التي دائماً ما كانت مضمومة إلى بعضها أخيراً تحركت بـ انسيابية .. كنت في تلك اللحظة أحاول قدر الإمكان أن أخفي انفعالي و أبدو طبيعياً .. كنت بحاجة إلى أن أضمها إلى صدري وأبكي ألماً من أجل كل يوم فيه أحسست بالبرد ينفذ حتى عظمي ويحول دون ثورة عاطفتي كنت بحاجة إلى أن أرتمي في حضنها .. ولأول مره منذ زمان لا أذكره ..ترقرقت الدموع في عيني فقد كنت غبي لدرجة أني كنت أجيد صنع الدفء لنفسي ولكنه جحيم الدفء .. ولم أكن ذكياُ بما فيه الكفاية لأعلم كيف يكون نعيم الدفء ، وكيف أنه وراء الأبواب المغلقه ينعم به العشاق حينها أردت أن ألتمس من جسدها دفئاً وأصبحت أترنم .. جمرة غضى .. أضمها بكفي ،،،،، أضمها حيل . . أبي الدفا .. لو تحترق كفي،،،،، وأبي سفر لليل،،،،، بردان أنا تكفى .. أبي احترق بدفا،،،،، لعيونك التحنان .. فعيونك المنفى،،،،، . . . . . . . . . ركضت خلف صاحبة الوشاح الأحمر كالحلم أمسكت يدها نظرت إلي وعينيها مليئه بالدموع وهي تعض على شفائفها وقالت : محمد أنت لطيف وحنون ، ولكني يئست من إذابة جليدك أمسكت يدها بقوه وقد خطرت على بالي مسرحية مدرسة المشاغبين وصرخت فيها قائلاً : " يا عمري لا تلوميني تعبت وانا رايح للصنبورة وجاي من الصنبورة" "رايح بتاكسي وجاي بتاكسي" ابتسمت وضربت على صدري وقالت : " محمد أنت شفتها ذيك المسرحية وربي اوب صاحيين مجانين ، شفت يا محمد انك تجيد دور الكوميديا " جلست بهدوء وأنا أراها ووجهها يشع ب ابتسامه عريضة فــ أقبلها على وجنتيها وأدعوا الله بيني وبين نفسي .. بــ أن لا يحرمني من وجودها بقربي.. بقينا صامتين طوال ساعتين جمتنا ببعضنا ولكن كان الكلام مقروء في عينينا . . . . . . . . اليوم أنا أنام وأصحو وأنا أتأمل أني سألاقيك أسير في الشوارع وانا أتخيل أني سألاقيك في منعطف ما أو زاوية لبيع الورود .. أقطع اللحظات والدقائق بــ أمأل وأنسج في خيالي قصص لكيفية لقائنا القادم وكيف سألتقيك .. فكرت بك .. اليوم وتدحرجت دمعات ساخنة على خدي ووجدت نفسي أبكي بصوت مسموع دموع فرح بــ أني عرفتكِ تخالطت ب دموع عاشق أبكاه الشوق حنيناً وقعتي في قلبي موقعاً عظيماً وملكتي فؤادي فغلبني الهوى ولـ أول مره كنت لم أفكر بعذابات اليوم ولا هموم الغد .. أرفع رأسي ويقع على عيني أول شعاع للشمس وأراك مرتسمة هناك كطفلة علمت بقدوم أباها من عمله هذا الصباح كنت فقط صامتاً الحزن يضرب أطنابه علي وقد ذرفت دمعي لتوي عليك آآآهـ أطلقتها فيها من الحرارة ما يكفي لإذابة جبل من الجليد لم أكن يوماً هكذا ولكنه الشوق إلى معانقة الكون بأسره . . . . . . . . . . . انفض الناس في ليلي هذا من حولي وذهبوا واقفلوا الابواب لينعموا بالدفء وأنا مرهقٌ يحتال على ارهاقه بـــ تخيلات اللقاء كيف سنطير على جواد أبيض حتى نصل إلى شاطئ تقع بالقرب منه شجرة فننقش عليها " انا و ياك احلا ثنين عايشين بقلب واحد مو قلبين روحي و روحه روح وحدة مو روحين " وتمشين الخيلاء حولها وانتي تنظرين إلى ما نقشناه عليها وتستنشقين بملء حواسك معنى ما نقشناه .. حتماً .. ظللت أحملك حزناً جميلاً منذ لقائي بكِ وكأني أراك عشقاً هائماً كحقل من البنفسج والياسمين يفيق إثر يوم ممطر وكأني أعزف بــ أنفاسي صوتاً حنوناً وشجياً كهمس بجوراك في ليلة من ليالي الشتاء اعزف مفجوعاً من حسرة السنين وكأني بــ ليلي هذا غريب ينتظر على الرصيف كأني أعبر الصحراء حتى تمردت عليها واخترت أن أصبح طيفاً وأتعلق في حب البحر في غياهب من روحي انتظرك وفي هذه الغياهب عواءٌ أليم آآآهـ الليل موطن للصبابة و اسرفت في تخيلاتي ...وأنا اسمع الفيروز تغني .. اسامينا شو تعبو أهالينا تلاقوها و شو افتكرو فينا الأسامي كلام .. شو خص الكلام .. عينينا هني أسامينا لا خضر الأسامي و لا لوزيات لا كحلي بحري و لا شتويات و لا لونن أزرق قديم ما بيعتق و لا سود وساع و لا عسليات و لا فيهن دار دار الخمار علينا و بلش يسقينا تلج و ورق طاير و المسا حزين و ضباب و قناطر نحنا بردانين لملمنا أسامي اسمي عشاق من كتب منسيي و قصايد عتاق و صرنا نجمع اسامي و نولع تصارو رماد و ما دفينا

الموضوع الأصلي: خروج من البيات الشتوي || الكاتب: أمير المحبه || المصدر: منتديات غرام الشوق

www.gram-alshoog.com

منتديات | منتدى | منتديات غرام | منتديات عامه

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | برمجه | منتديات عامه